وزير المالية يشارك في أشغال القمة الثالثة لصوت الجنوب

شارك وزير المالية، لعزيز فايد، اليوم ، عبر تقنية التحاضر عن بعد، في أشغال القمة الثالثة لصوت الجنوب التي انعقدت تحت شعار “تمكين دول الجنوب من أجل مستقبل مستدام”.
وقد جمع هذا الحدث حوالي عشرين دولة من دول الجنوب في شقه المخصص لوزراء المالية، وتم خلال هذه الأشغال مناقشة إشكالية “المالية العالمية ضمن نهج متمحور حول الفرد”، وقد شكلت هذه القمة فرصة لتبادل وجهات النظر حول عدة موضوعات تتعلق بالتحديات التي تفرضها التغيرات المرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي، بما في ذلك تلك المتعلقة بالدين في البلدان النامية، والوصول إلى التمويل منخفض التكلفة، وإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف والشمول المالي.
وفي مداخلته خلال هذا اللقاء، أكد فايد أن مالية دولية متحورت حول الفرد ليس فقط هدفًا نبيلًا، بل هي أيضًا ضرورة حتمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (ODD) وبناء مستقبل أفضل للجميع، حيث لا يُترك أحد خلف الركب.
وأشار في هذا السياق إلى أن دول الجنوب تجد نفسها عند مفترق طرق حاسم في مواجهة التحديات العالمية للتنمية المستدامة. وأكد أنه أصبح من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، إعادة التفكير في الأنماط التقليدية للمالية الدولية التي غالبًا ما فضلت نموًا اقتصاديًا منفصلًا عن الواقعين الاجتماعي والبيئي وأضاف قائلاً: “يجب أن يكون هدفنا واضحًا: إعادة الإنسان إلى قلب جميع مبادراتنا المالية.”
ولهذا السبب، أكد وزير المالية أنه من الضروري تعبئة الموارد الكافية، بل أيضًا المتاحة والمنصفة ويجب توجيه هذه الموارد نحو مكافحة الفقر، وتقليص الفجوات الاجتماعية، والاستجابة لحالات الطوارئ المناخية.
وفي هذا الصدد، وبينما أكد على الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه بنوك التنمية متعددة الأطراف، أشار السيد فايد إلى أنه من الضروري إصلاح الهيكل المالية الدولية ليصبح أكثر شمولًا وشفافية وملائمة لخصوصيات دول الجنوب، و يكون بذلك رافعة حقيقية للتحول الاجتماعي والبيئي.
وفي سياق آخر، شدد وزير المالية على أن الوصول إلى التكنولوجيا النظيفة والمستدامة يظل أولوية أخرى لدول الجنوب ولتحقيق ذلك، أكد أنه من الضروري تسهيل الوصول إلى تمويل منخفض التكلفة لمشاريع الطاقة المتجددة والابتكار التكنولوجي المحلي.
وأخيرًا، ولتحقيق الأهداف المشتركة، دعا فايد نظراءه المشاركين في هذه القمة إلى العمل الجماعي لبناء نموذج جديد للتنمية الدولية يقوم على الشمول والإنصاف والتضامن، مما يضمن تعميم فوائد التنمية على جميع شعوب دول الجنوب.