أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على “الاهتمام البالغ” الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للجماعات المحلية، مبرزا أن الجزائر سائرة بخطى “عازمة وثابتة” على درب الديمقراطية الحقة لإرساء حكامة راشدة وتنمية مستدامة.
وأوضح مراد، خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الختامي للمسار الذي قطعته الجمعيات مع برنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية المحلية “كابدال” أن”الرئيس تبون ما فتئ يعبر في كل مناسبة، على الاهتمام البالغ الذي يوليه للجماعات المحلية، ولعل خير دليل على ذلك هو إطلاق ورشة تعديل قانوني البلدية والولاية، قصد تحقيق التوازن بين السلطات وتحديد مجال الصلاحيات المنوطة بكل المتدخلين فضلا عن دعم الديمقراطية التشاركية على المستوى المحلي، مما سيسمح لا محالة ببعث ديناميكية تنموية حقيقية ومستدامة خاصة في المجال الاقتصادي”.
وأبرز الوزير أن الجزائر، “سائرة بخطى عازمة وثابتة على درب الديمقراطية الحقة والتفتح على المجتمع المدني لإرساء حكامة راشدة وتنمية مستدامة باعتمادها مقاربة تشاركية وتشاورية على كل المستويات وكل هذا وفقا للمبادئ الدستورية”.
كما أوضح أن هذه المقاربة التنموية التي تريدها السلطات “مندمجة وشاملة تعنى بكل الحياة العمومية وكافة قطاعات النشاط لا تهمش ولا تقصي أي مواطن أو مواطنة مهما كانت فئتهم الاجتماعية والاقتصادية ومهما كان مكان تواجدهم في الإقليم”.
وأشار مراد إلى أن “هذه المقاربة لن تتأتى إلا عن طريق إرساء آليات دائمة للحوار والعمل المشترك بين السلطات المحلية والساكنة وممثليها وكافة فعاليات المجتمع المدني المحلي، فضلا عن إعادة تأهيل منهج التخطيط الاستراتيجي للتنمية الذي يثمن مقومات ومكنونات الأقاليم المحلية، بما يعود بالقيمة المضافة على ساكنتها من خلال خلق الثروة ومناصب الشغل والرفع من مستوى الهياكل القاعدية والخدمات العمومية”.
من جهة أخرى، أوضح أن شعار برنامج “كبدال” هو “التنمية المحلية والديمقراطية التشاركية” يعبر عن موضوعين يندرجان في صميم سياسة الوزارة، مشيرا إلى أن «كابدال راهن على تغيير الذهنيات والممارسات بفتح الباب أمام البلديات النموذجية لخوض تجارب جديدة من شأنها دعم الرابط المدني بين المواطنين وتقوية شعورهم بالانتماء لجماعاتهم المحلية وتعزيز علاقاتهم مع المنتخبين والإدارة”.
وبعد أن “ثمن”المجهود المبذول من قبل المشرفين والمتدخلين في برنامج «كابدال”، شدد الوزير على ضرورة ” تبني استراتيجية خروج تستخلص التجارب الناجحة التي يجب اعتمادها وتعميمها”.
من جهتهما، ثمن كل من رئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي بالجزائر، السفير توماس إيكرت، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالجزائر، بليرتا أليكو، النتائج “الإيجابية والمشجعة” التي حققها برنامج “كبدال”، معربين عن استعدادهما لمواصلة دعم الجمعيات في مسار التنمية المحلية والديمقراطية التشاركية في الجزائر.
جدير بالذكر أن برنامج “كبدال”، مكن من تمويل 36 مشروعا خاصا بالجمعيات المحلية، استفاد منها 7129 شخص، وسمحت بتوفير بذلك 350 منصب شغل على مستوى ثمانية بلديات نموذجية (جانت، تيميمون، مسعد، بابار، الغزوات، جميلة، أولاد بن عبد القادر والخروب)، حسب ما أكده المدير الوطني لبرنامج “كبدال” محمد دحماني.
وعلى هامش هذا الملتقى الختامي لبرنامج “كبدال”، المنظم تحت شعار” المشاريع الجمعوية والتنمية المحلية المستدامة”، نظم معرض حول المشاريع المنجزة في ظل هذا البرنامج الذي أطلقته الحكومة الجزائرية سنة 2017 بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
حضر هذا الملتقى علاوة عن ممثلي شركاء “كبدال”، وسيط الجمهورية، عبد المجيد عمور، رؤساء هيئات وطنية استشارية والمنتخبين المحليين للبلديات النموذجية وممثلين عن مؤسسات عمومية وعن الحركة الجمعوية الوطنية.