أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي نظمته الوزارة مساء اليوم الثلاثاء، وهو ما يهدد حياة كل مريض وجريح في مستشفيات قطاع غزة.
وقالت الوزيرة إن عدد المشافي المتوقفة عن العمل بشكل كامل في قطاع غزة 12 مستشفى من أصل 35 مستشفى (أي نحو ثلث عدد المشافي)، جراء القصف الصهيوني ونفاذ الوقود، وتتعرض مختلف المشافي للتهديد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني يومياً بالإخلاء، إضافة للقصف البربري المتعمد المستشفيات وفي محيطها أيضاً، حيث يستأمن آلاف المواطنين.
وأضافت وزيرة الصحة أن المستشفيات لا تستطيع منذ ظهر اليوم استقبال أي مريض أو جريح للعلاج، حيث تعاني من إشغال كامل للأسرة والاكتظاظ الكبير في أعداد المرضى في أقسام الطوارئ وعدم وجود أماكن لإدخال المزيد من الجرحى والمرضى للعلاج، كما أصبحت مختلف الأقسام ممتلئة بشكل كامل، إضافة لاستخدام أرضيات وممرات المستشفيات لعلاج الجرحى، وإن مجمع الشفاء الطبي وحده بداخله وحوله أكثر من 50 ألفَ نازح من أماكن متفرقة.
وقالت الوزيرة “إن الكوادر الصحية العاملة في مستشفيات قطاع غزة أصبحت منهكة بشكل كامل، وهي تغطي ما نسبته 30-35٪ من الاحتياج اللازم لعلاج المرضى والجرحى، وهذا الانخفاض الحاد في أعداد الكوادر يعود للعديد من الأسباب، فقد استشهد 65 من الكوادر العاملة في القطاع الصحي، وجرح أكثرَ من 100، إضافة للصعوبة الشديدة في وصول الكوادر من مختلف المناطق لمراكز العلاج جراء القصف العنيف الذي دمر الطرق، ناهيكم عن الحالات النفسية الصعبة التي أصابتهم”.
وبلغ عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة حتى صباح اليوم الثلاثاء أكثر من 5700 شهيداً، بينهم 2360 طفلاً و1292 سيدة و295 مسناً، إضافة لأكثر من 16 ألفَ جريح، كما استشهد 98 مواطناً في الضفة الغربية وأصيب نحو 1700 بجروح مختلفة
وجاء في المؤتمر “العدوان الصهيوني المستمر والمتصاعد على أهلنا في قطاع غزة، والارتفاع الكبير جداً في أعداد الشهداء والجرحى، أدى لانخفاض حاد جداً في الأدوية والمستهلكات الطبية والغازات الطبية، حيث نفذت كلياً في العديد من المشافي”
وذكرت الكيلة أن انقطاع التيار الكهربائي واستهلاك الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، جميعها مهددة بالنفاذ خلال الساعات القادمة بشكلٍ كامل، مما يهدد بتوقف كامل للخدمات الصحية في المشافي.
وقالت الوزيرة “الكوادر الطبية تجري العمليات الجراحية في ممرات المستشفيات وعلى أضواء الهواتف المحمولة، هذا يمثل أسوأ حال يمكن لعقل بشري أي يتصوره، نحن نتحدث هنا عن حجم الألم والقهر الذي يصيب الكوادر والمرضى والجرحى، فوقَ ألم فقدانهم عائلاتهم وأحبتهم وأهلهم”.
وأضافت وزيرة الصحة أن الانهيار الصحي يعني أيضاً أنه، ومنذ اليوم، فإن كافة الجرحى بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين في قطاع غزة سيفقدون حق العلاج، وكذلك مرضى السرطان بلا أدوية وجلسات علاج كيماوي، ومرضى غسيل الكلى الذين سيحرمون حتى من جلسات الغسيل التي تم تخفيضها أصلا إلى نحو نصف مدة الغسيل خلال الأيام الماضية، ومئات الأطفال الخدج والمسنين والنساء المرضى سيحرمون من العلاج.
وأكملت الوزيرة أن آلاف الجرحى معرضون لخطر انتقال العدوى من المواطنين المستأمنين بالمشافي داخلها، وانعدام النظافة جراء نفاذ المياه النظيفة والاكتظاظ الهائل وانعدام الأمن الغذائي.
وناشدت الكيلة كافة الدول والمؤسسات المنظمات الحقوقية الدولية والصحية بالتدخل الفوري بإنقاذ أبناء شعبنا في قطاع من خطر يهدد حياتهم بشكل فعلي ومؤسف.
كما طالبت الوزيرة بزيادة الضغط على حكومة الاحتلال لإدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية اللازمة والمياه الصالحة للشرب إلى قطاع غزة والسماح بإخراج الجرحى لعلاجهم، والسماح أيضاً بإدخال الفرق الطبية المتطوعة لإسناد الكوارة الصحية العاملة في قطاع غزة.