أشرفت صبيحة اليوم الأربعاء وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بقصر الثقافة مفدي زكرياء على فعاليات الإحتفال باليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح من جوان من كل سنة، بحضور أعضاء من الحكومة، المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة بالجزائر، رؤساء المجالس الإستشارية، ممثلي الأسلاك النظامية، قضاة، ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية بالجزائر، ممثلي المجتمع المدني والأسرة الإعلامية.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أوضحت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بأن احتفالية هذه السنة باليوم العالمي للطفولة تكتسي طابعا خاصا بسبب تزامنها مع إستعداد الجزائر للإحتفال بستينية استرجاع السيادة الوطنية، والتي تحققت بفصل التضحيات الجسام لكل فئات شعبنا الأبي بما في ذلك الأطفال الذين وبالرغم من الممارسات البشعة التي ارتكبت في حقهم من طرف الإستعمار الغاشم إلا أن ذلك كان عاملا ساهم في تعزيز وعيهم الوطني، لاسيما من خلال إنخراطهم المبكر في صفوف التنظيمات الشبابية والطلابية التي كانت مدرسة حقيقية لتلقيهم الأفكار الوطنية والتشبع بالفكر الاستقلالي وبث روح الإنتماء القومي.
وأضافت الدكتورة صورية مولوجي في نفس السياق، بأن مثل هذه الممارسات هي التي دفعت بالمجتمع الدولي إلى سنّ إتفاقيات ومعاهدات دولية وما تبعها من قوانين وطنية تكفل حقوق الطفل وتحميه من القهر والإستغلال مع مراعاة ما جاء به ديننا الحنيف الذي كان سباقا في مجال حماية الطفل وحقوقه منذ ما يزيد عن 14 قرنا.
وأردفت السيدة الوزيرة بأن الإرادة السياسية في الجزائر لحماية حقوق الطفل موجودة على أعلى مستوى، حيث أنه وفي سنة 2015، تدعمت الجزائر بقانون خاص لحماية الطفل، كما أنه ولنفس الغاية تم إنشاء الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة التي تعد شريكة مع وزارة الثقافة والفنون في تنظيم هذه الفعالية، دون إغفال توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي تنص على تعزيز ثقافة الطفل وحماية المصلحة الفضلى له وفق ما نص عليه دستور 2020 في مادته 71، وكذا مخطط عمل الحكومة لهذه السنة، إضافة إلى مشروع البكالوريا الفنية وتجسيد محاور العمل التي تضمنتها الإتفاقية المبرمة مؤخرا مع Ministère de l’Éducation nationale Algérie – وزارة التربية الوطنية
واختتمت السيدة الوزيرة كلمتها بالتأكيد على أن مصالحها وضمن استراتيجيتها، تعمل على دعم مبادرات الجمعيات الثقافية الناشطة التي تعنى بثقافة الطفل، كما ستسعى إلى إنشاء مديرية فرعية مركزية مخصصة لترقية ثقافة الطفل ووضع برنامج وطني عبر مختلف ربوع الوطن لترقية الإبداع الفني والأدبي للأطفال.
جدير بالذكر أن هذه الإحتفالية عرفت عبر تنظيم يوم دراسي بعنوان “المصلحة الفضلى للطفل: رهانات وتحديات”، والذي عرف إقامة ثلاث جلسات علمية تداول عليها ممثلي بعض القطاعات الوزارية والهيئات الإستشارية والأسلاك النظامية وكذا أساتذة وباحثين في المجال وممثلي فعاليات المجتمع المدني، وأُُتبع في الأمسية بإقامة حفل فني ترفيهي ومعارض وورشات موجهة للأطفال، وهذا تفعيلا للشراكة الموقعة بين وزارة الثقافة والفنون والهيئةُ الوطنية لحماية وترقية الطفولة من أجل دعم آفاق التعاون والتنسيق لتعزيز حماية حقوق الطفل في الجزائر.