ليست اتهامات جديدة لكنها ربما الأخطر والأكبر منذ سطو الجنرال على كرسي الحكم في مملكة “موسى مانسا”.
وقالت منظمات حقوقية دولية من بينها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أن جيش “غويتا” قام مؤخرا بارتكاب إعدامات ميدانية بحق مدنيين غير مسلحين معظمهم من قبيلة الفولاني التي تلاحقها زمرة “بوكاسا الجديد”.
مجزرة ديافاريبي القريبة من مدينة تينينكو
ووفقا لتقارير المنظمتين الصادرة الأربعاء الماضي فإن الجريمة الأخيرة وقعت ببلدة ديافاريبي القريبة من مدينة تينينكو بوسط البلاد بعد اعتقال قوات الجيش ما بين 23 و27 رجلًا من السوق المحلية قبل أن تقوم بذبحهم وتلقي بجثثهم في مقابر جماعية.
وأدان الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، مايتر دريسا تراوري، في تصريحات صحفية ما وصفه بـ “الإعدامات الخارجة عن القانون”، مؤكدا أن الضحايا لم يكونوا مسلحين ولم يشاركوا في أي أعمال عدائية، وهي ادعاءات تنفيها حكومة باماكو وتعتبر أن دوافعها سياسية بسبب الخلافات مع بعض القوى الغربية وعلى رأسها فرنسا.
وفي الوقت الذي أكدت فيه المنظمات الحقوقية أن جميع ضحايا مجزرة ديافاريبي ينتمون إلى قبيلة الفولاني قال تراوري “لا يجوز مساواة جميع الفولانيين بالجهاديين. ما حدث هو عمل انتقامي جماعي، والمؤسف أن الضحايا كانوا مدنيين أبرياء”.
ديافاريبي على صفيح ساخن
وعقب المجزرة شهدت بلدة ديافاريبي احتجاجات استمرت عدة أيام لم تخمدها إلا وساطة بعض الزعماء المحليين والمسؤولين البلديين الذين قاموا مع أهالي الضحايا بزيارة الموقع ودفن الجثث.
وفي ردها على هذه الاتهامات أعلنت القوات المسلحة لحكومة باماكو فتح تحقيق في الحادثة، لكنها وصفت التقارير الحقوقية بأنها “ادعاءات مُسيّسة تهدف إلى زعزعة الاستقرار”.
وجددت السلطات الانتقالية في البلاد رفضها لما تصفه بـ “تسييس حقوق الإنسان”، متهمة المنظمات الدولية بالسعي لتشويه صورة الجيش والتقليل من جهوده في مكافحة الإرهاب.
وتأتي هذه التقارير ضمن سلسلة من الاتهامات الموجهة إلى القوات المسلحة المالية في السنوات الأخيرة، بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في سياق عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة.
ويقول خبراء إن هذه الحوادث تثير قلقا دوليا متصاعدا من انزلاق البلاد نحو دوامة من العنف العرقي والانتقام المتبادل، في ظل غياب المحاسبة وتصاعد حالة الاستقطاب بين مكونات المجتمع المحلي.
غويتا ينتقم من الفولان
وتؤكد هذه المجزرة الرغبة الجامحة لعاصيمي غويتا للانتقام من قبيلة الفولان بدعوى أنها تختفي خلف كتيبة ماسينا التابعة لجماعة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي والتي تنشط في وسط البلاد وتسيطر على مناطق واسعة من مالي.
ونفذت هذه الكتيبة في مارس الماضي عدة عمليات استهدفت الجيش المالي والقوات المحلية المساندة له ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.
وتستهدف هذه الكتيبة الإرهابية قبيلة الفولاني من خلال تجنيد أبنائها للعمل في النشاط المسلح وسط البلاد حسبما ذكرته عدة منظمات حقوقية.
وأدت هذه الادعاءات إلى ربط هذه القبيلة بالتطرف العنيف والمسلح وجعلها لسنوات عرضة لعمليات انتقامية متكررة من القوات النظامية زادت حدتها بشكل واضح منذ استيلاء عاصيمي غويتا على الحكم في باماكو.
وكالات