في ضربة موجعة استهدفت قلب الجريمة المنظمة العابرة للحدود، تمكنت المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة (SCLCO) من تحقيق نجاح نوعي، تمثل في إيقاف بارون مخدرات وتفكيك شبكته الإجرامية، إلى جانب ضبط كمية ضخمة من مخدر الكيف المعالج بلغ وزنها 110 كيلوغرامات و800 غرام، مصدرها المملكة المغربية.
وجاءت هذه العملية، التي نُفذت بحر الأسبوع المنصرم، تتويجاً لجهود استعلامية وميدانية دامت أسابيع، كشفت النقاب عن هيكل إجرامي معقد. وأوضحت تحريات المصالح الأمنية أن “بارون المخدرات”، الذي كان محط أنظار التحقيق، يتواصل بشكل مباشر مع أحد بارونات التموين من الجنسية المغربية، ويخطط لاستقبال شحنة كبيرة من السموم بمنطقة ولاية البليدة.
لحظة التلبس.. شبكة تتداعى
بتنسيق دقيق وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، دخلت العملية حيز التنفيذ. تمكن محققو المصلحة من تحديد نقطة استلام الشحنة بدقة، ووضعوا اليد على الحركات والتطورات. وفي اللحظة الحاسمة، تم تنفيذ الخطة، حيث تم توقيف البارون الرئيسي وهو في حالة تلبس بتسلم الشحنة، ليتم القبض على خمسة (5) من شركائه المباشرين في نفس موقع العملية.
لم تتوقف العملية عند هذا الحد، فمع توسيع دائرة التحريات العملياتية، تم تطويق باقي أفراد العصابة واحداً تلو الآخر. وأسفرت هذه المرحلة المتقدمة عن توقيف 7 أشخاص إضافيين، من بينهم امرأة، ليصل العدد الإجمالي للموقوفين إلى ثلاثة عشر (13) شخصاً. ومن اللافت أن أحد الموقوفين كان على وشع الفرار من البلاد عبر قوارب الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من إحدى المدن الساحلية، مما يؤكد طبيعة هذه الشبكة الدولية وخطورتها.
مكاسب إجرامية ومصادر تمويل.. ما تم ضبطه
لم تقتصر نتائج العملية على إسقاط الشبكة وضبط المخدرات فحسب، بل امتدت لتجفيف مصادر تمويلها وتعطيل أدواتها. حيث تمكّن رجال المصلحة من ضبط ما يلي:
· مركبات ودراجات نارية: خمسة (5) مركبات سياحية ودراجتين (2) ناريتين، كانت تُستخدم في تنفيذ الأنشطة الإجرامية وتسهيل تحركات أفراد الشبكة.
· عائدات إجرامية: مبلغ مالي ضخم بالعملة الوطنية قدره 128 مليون سنتيم (ما يعادل 1.28 مليون دينار جزائري)، وهو دليل مادي على حجم الأرباح الطائلة التي كانت تجنيها الشبكة من تجارتها المحرمة.
إجراءات قانونية.. وتواصل المعركة
وقد تم تقديم جميع المشتبه فيهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي المتخصص بسيدي أمحمد، حيث فُتح تحقيق قضائي معمق لتحديد كامل امتدادات الشبكة ومحاسبتهم أمام العدالة.
تمثل هذه العملية رسالة قوية مفادها أن الأجهزة الأمنية الجزائرية ليست غافلة عن تحركات عصابات الجريمة المنظمة، وأنها تمتلك الإرادة والكفاءة لتفكيكها وضرب مصالحها أينما كانت، حماية لأمن المجتمع واستقراره من آفة المخدرات التي تفتك بالشباب وتقوض مقومات الدولة.








