تتويجا لحفلات التخرج السنوية للدفعات بمؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي، أشرف السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون، الثلاثاء بالأكاديمية العسكرية لشرشال “الرئيس الراحل هواري بومدين”، على مراسم تخرج الدفعة الثالثة والخمسون (53) من التكوين الأساسي والدفعة الخامسة عشر (15) من التكوين العسكري القاعدي المشترك، والدفعة السادسة (06) لضباط دورة الماستر.
كان في استقبال رئيس الجمهورية بالمدخل الرئيسي للأكاديمية الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي مرفوقا باللواء علي سيدان قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء سالمي باشا قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، أين أدت له تشكيلة عسكرية التحية الشرفية.
عند مدخل الأكاديمية، وقف السيد رئيس الجمهورية وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل “هواري بومدين”، الذي تحمل الأكاديمية اسمه ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لاسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، ليستمع بعدها إلى عرض حول الأكاديمية تضمن معلومات مفصلة عن مسار التكوين بها والدفعات المتخرجة.
بعدها انتقل الوفد إلى ساحة العلم، حيث أشرف السيد رئيس الجمهورية على مراسم حفل تخرج الدفعات للسنة الدراسية 2021-2022، والتي استهلت بتفتيش التشكيلات العسكرية المصطفة بساحة العلم، قبل أن يلقي السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي،كلمة شكر من خلالها السيد رئيس الجمهورية على تفضله بالإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال والذي يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 60 لعيد الإستقلال، باعتبارها العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي والتي تمدّ قواتنا المسلحة بمورد بشري مؤهل من ضباط أكفاء متشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة، مشيدا بالعناية الفائقة والاهتمام المتواصل الذي تحظى به الأكاديمية على غرار مختلف المدارس التكوينية الأخرى للجيش الوطني الشعبي، من خلال توفير كل الظروف وكافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية و التي تسمح بالارتقاء أكثر فأكثر بالجيش الوطني الشعبي وتحقيق الأهداف المرجوة في إطار تجسيد إستراتيجية العصرنة والإحترافية لجيشنا.
من جهته تطرق قائد الأكاديمية، في كلمته، إلى تخرج نخبة جديدة من إطارات الجيش الوطني الشعبي الذين تلقوا تكوينا عسكريا وعلميا نوعي مصقول بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، من خلال البرامج النوعية المسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي.
بعد أداء المتخرجين للقسم، قام السيد رئيس الجمهورية بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل، حيث سلّم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الآخرين.ثم سلّم السيد رئيس الجمهورية للمتفوق الأول من التكوين العسكري القاعدي المشترك شهادة النجاح.
تواصلت المراسم بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين راية الأكاديمية للدفعة الموالية، ليتقدم المتفوق الأول من الدفعة الثالثة والخمسين (53) من التكوين الأساسي، طالبا من السيد الرئيس الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد المتوفي عبد الحفيظ بوصوف، وليقدم بعدها نبذة عن حياة الراحل.
إثر ذلك أخلت التشكيلات العسكرية ساحة العلم لاحتلال منطقة الانطلاق للاستعراض، فاسحة المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم، الكاراتيه والكونغ فو والتايكواندو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدون سلاح، تمارين كمال الأجسام والقفز من الشاحنات مع اجتياز حواجز نارية، ثم تشكيل لوحات بالألوان الوطنية، بالإضافة إلى تنفيذ تمرين قتالي بياني في البحث والتفتيش والقضاء على مجموعة إرهابية معادية من تنفيذ مفرزة مختلطة.
كما شهد حفل التخرج مشاركة القوات الجوية من خلال استعراضات جوية لتشكيلات الطائرات المقاتلة وكذا تنفيذ تمرين حول تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو.ليتابع بعدها السيد رئيس الجمهورية، من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نُفذت في عرض البحر من طرف القوات البحرية، متمثلة في “عملية مشتركة لتحييد مجموعة إرهابية تنشط انطلاقا من مرفأ”.
لتختتم بعد ذلك مراسم حفل التخرج باستعراض عسكري تحت إيقاع الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري، تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك واستعراض في القفز المظلي.
بعدها تابع السيد رئيس الجمهورية، بالمجمع البيداغوجي ديدوش مراد تقديما للنادي العلمي”الأرضية التكنولوجية في الآيروديناميك وبعض العروض والمشاريع العلمية في مختلف التخصصات المنجزة من طرف المتخرجين من الطلبة الضباط العاملين المتخرجين.
في الأخير قام السيد رئيس الجمهورية بتكريم عائلة المجاهد المتوفي عبد الحفيظ بوصوف، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للأكاديمية.