أصدرت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة، بيان استنكار وتنديد لمضمون لائحة البرلمان الأوروبي حول حرية التعبير والصحافة في الجزائر وعبرت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة عن رفضها القاطع واستنكارها الشديد للبيان الذي أصدره البرلمان الأوروبي بشأن حرية التعبير في الجزائر معتبرة أنه تدخل سافر وغير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر.
وجاء في البيان: إن جمعية صحفيي العاصمة برئاسة السيد سليمان عبدوش وباسم أعضاءها وبعد قراءتها لمضمون لائحة البرلمان الأوروبي حول حرية التعبير والصحافة بالجزائر تؤكد مرة أخرى أنه في غمرة الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة والذي أحيته الجزائر هذه السنة بمقاربة جامعة وشاملة لكل الإعلاميين والصحفيين باختلاف توجهاتهم وتنوع آرائهم وأفكارهم، انطلاقا من استكمال البناء المؤسساتي وترسيخ المسار الديمقراطي وصولا الى البرنامج الاقتصادي والمجتمعي النهضوي الطموح، الذي توج بمؤشرات إيجابية وباعتراف من عدة هيئات دولية ذات مصداقية، تتفاجأ اليوم جمعية صحفيي الجزائر العاصمة بموقف البرلمان الأوروبي يوم 11 ماي 2023 عبر لائحة مشوهة بالتضليل والمغالطات، وموشحة بمؤشرات منتقاة لم يعد يخفى على أحد بنيتها ولا توقيت توظيفها.
ان ديناميكية ومسار الإصلاحات التي انطلقت فيها الجزائر تترجم الإرادة السياسية الصادقة لتكريس الحريات الفردية والجماعية ولا سيما الإعلامية، والتي نصت عليها المادة 54 من دستور 2020، من خلال ضمان حرية الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية وحتى الالكترونية، مما يعد ضمانة أساسية للحق في التعبير وإبداء الرأي في بيئة إعلامية حرّة، مستقلّة، فاعلة ومسؤولة، تنسجم مع مبدأ حق المواطن في الوصول الى المعلومة.
إن جمعية صحفيي الجزائر العاصمة تستنكر وتدين بشدة التدخل السافر للبرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية لبلادنا، ويعبر عن رفضه المطلق لكل ما جاء في لائحته التي حملت مرة أخرى ادعاءات مغلوطة مغلفة بالحرص على حقوق الإنسان وحرية التعبير، بينما هي سقطة أخرى تنم عن إرادة مُبطّنة للنيل من صورة الجزائر التي انخرطت في ديناميكية إصلاحية أساسها تعزيز قيم المواطنة وتكريس مبادئ الحكامة وترقية حقوق الإنسان.
لقد كان أجدى بالبرلمان الأوروبي الداعي لاحترام حقوق الإنسان والمنادي بحرية التعبير، أن يتفادى ازدواجية المعايير في معالجة القضايا العادلة، فأين موقف هذا البرلمان مما يعانيه الشعب الفلسطيني، وأين موقفه من حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
إن القيم التي تؤمن بها جمعية صحفيي الجزائر العاصمة والمبنية على الحرية والاحترام المتبادل بين الشعوب، تدفعنا الى دعوة كل الشرفاء من صحفيين وفاعلين ونقابات في الجزائر وعبر العالم إلى الانخراط في العمل المشترك لتصحيح هذه المغالطات المبرمجة التي تندرج ضمن أجندات نمطية لم تتخلص بعد من عقد الهيمنة،بل مازالت تعمل على توسيع الفجوة بين شعوب في كل مرة .
ان البرلمان الأوروبي يؤكد مرة أخرى من خلال قراره الأخير صورته المظلمة التي تعتمد الكيل بمكيالين وترهن ما بقي من مصداقيته لصالح أطراف مشبوهة تصر ألا ترى الحقيقة، وأن تنشر المغالطات لتضليل الرأي العام العالمي وتشويه بلد يصر أن يبقى وفيا لقيمه ومبادئه الراسخة.
وأكد بيان صحفيي العاصمة أن الجزائر استطاعت خلال هذه الفترة بناء تجربة ديمقراطية ظلت عصية على الانسياق وراء الأجندات المتعفنة التي يحاول العديد من أدعياء الديمقراطية أن يدفعها إلى أن تلطخ شرفها به.
وتأسفت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة في بيانها لموقف البرلمان الأوروبي الخاص بمطالبة السلطات الجزائرية بمزيد من الحرية للصحافة الجزائرية موضحة بأن الإعلام في الجزائر يتمتع بالحرية الكاملة منذ أن انطلقت العملية الديمقراطية بها من عقود.
وأكدت جمعية صحفيي العاصمة أن ما تضمنه البيان من مفردات غير مقبولة ولهجة استعلائية يمثل انتهاكا صارخا لمبادئ الأمم المتحدة ولكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تؤكد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.