– صناعة الهواتف والتجهيزات الذكية محليا ومركز وطني للخدمات الرقمية ولأول مرة مدرسة عليا للأمن السبيراني
التفجيرات غير المسبوقة، التي شهدها لبنان وراح ضحيتها آلاف الأشخاص، فتحت آفاقاً واسعة للتفكير في سيناريوهات خطيرة، كيف لا، وفي أي لحظة قد يصبح كل شيء يعتمد على التكنولوجيا في حياتنا سلاحاً ضدنا.
الهواتف الذكية، والساعات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة كلها تعتمد على بطاريات الليثيوم، الأخيرة أصبحت اليوم قنابل موقوتة، فما بالك بالسيارات الكهربائية التي ستتحول إلى سيارات مفخخة في أي لحظة.
الجزائر وفي إطار رؤية وضعها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قررت وضع نظام تسيير رقمي لمواكبة التطوّر التكنولوجي، في خطوة لإضفاء مزيد من الدينامية على المنظومة الاقتصادية، وتجسيد الشفافية، ومحاربة الفساد والبيروقراطية.
ومن بين أهم الخطوات التي أقرها الرئيس تبون في 14 نوفمبر 2023، إنشاء المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية ، وهو برنامج كبير يحوز على عدة مشاريع من بينها وضع البوابة الوطنية التفاعلية للخدمات الرقمية التي تسمح للمواطن الولوج إلى 40 خدمة عمومية مرقمنة 100%. ويقع مقره في العاصمة سيتم تسييره من طرف كفاءات محلية، تحت اشراف المحافظة السامية للرقمنة التي تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، ومن أهم تصريحات الرئيس تبون في هذا الشأن حين قال “إنّ الرقمنة خيارنا السيادي، المبني على إدراكنا الجماعي لارتباط التنمية المنشودة بترشيد الحكامة، والرفع من جودة أداء المؤسّسات، وتثمين القدرات وتعبئة الموارد.”
وفي ذات السياق، وبعد بأشهر وخلال اجتماع لمجلس الوزراء شهر أفريل 2024 أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإعداد دفتر شروط خاص بمشاريع تركيب الهواتف الذكية تمهيدا لاطلاق صناعتها محليا في الجزائر بنسبة ادماج عالية، في خطوة يصفها الخبراء بأنها ستكون بمثابة الدرع الواقي الذي يحمي بيانات الجزائريين من الاختراق.
خلال ذات الاجتماع، حث الرئيس تبون على تشجيع الاستثمار في هذا المجال، عبر استغلال وإدماج الكفاءات الشبابية المتخصصة، كما دعا أيضا إلى تطوير التجارب والخبرات الجزائرية في ميدان الهواتف الذكية، من خلال الشراكة مع متعاملين أجانب ان تطلب الامر.
وفي 31 مارس الماضي، أيضا اجتمع وزراء الصناعة والبريد والتجارة مع متعاملي الهاتف النقال في الجزائر، لبحث ضبط وتنظيم سوق الهواتف الذكية وبعث صناعتها في الجزائر، حيث تمّ الاتفاق على الخطوط العريضة لدفتر الشروط الخاص بهذا النشاط.
و في سابقة تعد الأولى من نوعها، فتحت المدرسة الوطنية العليا للأمن السيبراني أبوابها لحاملي بكالوريا 2024، بالقطب الجامعي سيدي عبد الله بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني والتي أشرف على تدشينها الرئيس عبد المجيد تبون في ذكرى عيد الطالب 19 ماي 2024.
وأدرج قطاع التكوين المهني هذا التخصّص لأول مرة على مستوى معهد بوسماعيل في تيبازة خلال الموسم المنقضي، إلى جانب تأسيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.
وخلال كلمته أمام الطلبة والأساتذة، بالقطب الجامعي سيدي عبد الله، أبرز الرئيس تبون قدرات الشباب الحامل للمشاريع والمتحكم في التكنولوجيا الحديثة وأشاد بغيرة الشباب ر على وطنه، وهي رسالة قوية للداخل والخارج، أن الجزائر ماضية في سياستها لتحقيق السيبراني .