استنكر حقوقيون و اعلاميون، يوم الأثنين، بالجزائر العاصمة، التصريحات “العدائية و غير المسؤولة” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد الجزائر وتاريخها، مؤكدين رفضهم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
جاء ذلك خلال الوقفة التضامنية التي نظمتها شبكة الاعلاميين الجزائريين الداعمين لكفاح الشعب الصحراوي مع جمعية مشعل الشهيد، بمناسبة انعقاد اللجنة الأممية الرابعة للأمم المكلفة بتصفية الاستعمار.
وفي هذا الصدد ،استهجن رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، بوزيد لزهاري، في تصريح ل /واج، هذه التصريحات ” غير المقبولة و المسيئة ” للجزائر ، معبرا عن استنكاره للطريقة التي كان يتكلم بها رأس السلطة في فرنسا على مؤسسات بلد مستقل، يعترف به و تربطه ببلاده علاقات رسمية .
وأوضح في هذا الاطار، ان ” هذا الاعتراف لم يأتي من فراغ بل بعد كفاح مسلح مرير و تضحيات جسام”، مضيفا ” نحن نستنكر مثل هذه التصريحات التي لا تمت بصلة لا للدبلوماسية و لا للأخلاق و لا للقانون و لا لحسن التعامل بين البلدان”.
من جهته، وصف رئيس جمعية مشعل الشهيد، محمد عباد في تصريح ل /واج تصريحات ماكرون ب “غير المسؤولة” لمرشح رئاسيات في دولة استعمارية، مواقفها معروفة اتجاه الشعب الجزائري.
و ابرز ذات المسؤول، أن المجتمع مدني سيرد في الميدان على هذه “الهجمة الحقودة”، حيث سيفضح جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر، عشية الذكرى 60 لمجازر17 أكتوبر.
وثمن محمد عباد، رد السلطات الجزائرية، على هذه التصريحات “المشينة”، مؤكدا على أن “المجتمع المدني مصطف وراء السلطات الجزائرية”.
من جهته، أبرز رئيس شبكة الصحفيين الجزائريين الداعمين لكفاح الشعب الصحراوي مصطفى ايت موهوب، ان فرنسا هي القوة الأساسية المعطلة لمسار التحرر في شمال إفريقيا، حيث تعمل عمل على زعزعة الاستقرار في المستعمرات القديمة و منها الجزائر على سبيل المثال.
واستنكر في هذا السياق، الحملة الاستعمارية الشرسة و حملة “المراجعتية “في قضية التاريخ و في قضية الذاكرة، و التي جاءت من أعلى سلطة في فرنسا ضد الجزائر، مشيرا الى الدور السلبي الذي تقوم به باريس في القضية الصحراوية في مسار يسعى الاستعمار القديم من خلاله الى فرض منطقه في المنطقة المغاربية و الساحل و الصحراء الغربية “.
من جانبه، عبر المحامي، والعضو الاسبق بمجلس الامة، بوجمعة صويلح، عن اعتزازه، بالمواقف السيادية للسلطات الجزائرية، مشددا على انه لا يمكن لاحد أن يفرض على الجزائر “املاءاته”، لأن الشعب الجزائري لن يفرط في سيادة بلاده مهما كان الثمن، كما شدد على انه سند لدولته و مؤسساته.
وعبر ذات الحقوقي، عن استغرابه، قائلا : كيف يمكن، لفرنسا بعد كل ما عاناه الشعب الجزائري من ويلات الاستعمار طوال عشرات السنين، أن تتصور ان هناك قواسم و روابط تسمح لها بالتدخل في شؤونه الداخلية.
ولفت في سياق متصل، الى ان تنقل الأشخاص بين البلدين يحكمه الاعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذا القوانين الداخلية التكاملية بين البلدين.
كما لفت الى انه من المقاصد، التي تتبناها الامم المتحدة، و كرستها الجزائر في مختلف دساتيرها، هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، “تحت أي ذريعة و مهما كان السبب”.
ودعا بوجمعة صويلح، الى تفعيل مشروع قانون تجريم الاستعمار، ردا على فرنسا التي كشرت عن انيابها، و اصبح من الواضح بما لا يدع مجالا للشك، ان ” الجذور الاستعمارية مازالت راسخة فيها، ومازالت تحن الى ماضيها الاستعماري”
وتساءل القائد العام الاسبق للكشافة الاسلامية، نور الدين بن براهم، في حديثه عن التصريحات “المقرفة” للرئيس الفرنسي، بأي صفة يتحدث ماكرون عن الشأن الداخلي الجزائري، معتبرا خرجته “غير المقبولة”، بانها جزء من الخلفية الأساسية للمدرسة “الكولونيالية”.
واضاف بن براهم، ” حتى و ان كانت هذه التصريحات تأخذ شكل حملة انتخابية، فإن الثابت الذي اصبح متجذرا، أن المثلث المشكل من فرنسا و الكيان الصهيوني و المغرب يعمل على ديمومة الصراع في المغرب العربي، حتى لا يكون قوة لها نفوذها، لتحقيق التنمية لشعوب المنطقة”.وشدد ذات المتحدث، على ان التحدي الكبير اليوم يتمثل “في زرع وعي حقيقي في صفوف الشباب”.