أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن ممثلي الشعب يجب أن يكونوا مع بقية نخب المجتمع، في طليعة من يواجه الظرف الحالي بتحدياته المتعددة وذلك من خلال إعادة الأساليب الحضارية في التواصل والاطلاع عن قرب على كل معوقات التنمية، والاجتهاد مع الجماعات المحلية في تذليل كل الصعوبات وإيجاد الحلول وذلك بالتفاعل مع مكونات المجتمع المدني ونشر الوعي والحس الوطني.
وقال رئيس المجلس في كلمته التي ألقاها عند انطلاق مراسم اختتام الدورة العادية للبرلمان 2020-2021 أن حجم التحديات الذي تنتظر ممثلي الشعب، تتطلب بذل كل الجهد والعمل على التنسيق مع بقية مؤسسات الدولة من أجل تحقيق الوثبة التنموية التي ينتظرها الشعب الجزائري والتي باشرها السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية منذ انتخابه، ودعا إلى توحيد الجهود ووضع المشاكل، التي أثرت سلبا على وتيرة النمو، نصب الأعين خاصة وأن الجزائر لا تزال تعاني من هذا وباء كورونا الذي عاد ليضرب مرة أخرى بموجة جديدة من الفيروس مما كانت له الآثار البليغة على صحة المواطن بل وعلى مستوى معيشته.
واغتنم السيد بوغالي الفرصة ليترحم على الأموات الذين قضوا إثر تفشي هذا الوباء وليدعو بالشفاء لكل المصابين، وطلب من الجميع أخد المزيد من الحيطة والحذر والتقيد بإجراءات الوقاية اللازمة، مجددا في ذات السياق خالص الامتنان والشكر لكل الطواقم الطبية وبقية الأسلاك التي واجه أعوانها هذا الوباء.
وفي هذا الصدد، لم يفوت رئيس المجلس الفرصة ليشيد برجال الحماية المدنية الذين أثبتوا أنهم دائما في مواجهة المخاطر مهما كان نوعها، شأنهم في ذلك شأن مصالح الغابات بكل أعوانها وإدارييها الذين لم يدخروا أي جهد في سبيل حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على الثروة الغابية.
وانتقل رئيس المجلس، بعد ذلك، للحديث عما أقدم عليه النظام المغربي في الفترة الأخيرة من استفزازات تعدت كل الأعراف والقوانين الدولية، حيث حاول عبثا أن يغالط بالتسوية بين حق الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل استرجاع حريته وبسط سلطته على أراضيه، وبين قضايا مفتعلة يثيرها بالتحريض والدعاية والدعم لحركات إرهابية انفصالية تسعى لزعزعة استقرار الجزائر وخلق الفوضى في كامل المنطقة بتواطؤ مفضوح سافر مع قوى عدوانية حاقدة ساءها ما يحدث في الجزائر من استقرار وأمن في ظل بناء المؤسسات الجديدة.
وفي هذا السياق، حذر السيد بوغالي من هذه المخاطر التي تهدد وطننا وتستهدف أمتنا، وقال بأنها تعمل على تقويض أواصر اللحمة الوطنية التي صنعتها بطولات الشعب وتضحياته، وأضاف بأن الاستعمار، الذي بات يتلون ويتقمص أشكالا جديدة، يسعى لإشعال نار الفتنة والتحريض، مستعملا في ذلك بعض أعوانه خارجيا وداخليا. وتابع السيد بوغالي، معقبا، أن الشعب الجزائري قد فطن بعبقرية لهذه الأساليب العدوانية التي يعتقد الاستعمار أنه قادر بها على استغلال بعض الظروف في مناطقنا، وشدد رئيس المجلس أن هذه المناطق، ورغم تراكمات سوء التسيير في السابق، ستبقى عصية على المؤامرات والأحقاد والمخططات المفضوحة قبل أن يؤكد، مختتما، أن تلاحم الشعب مع جيشه سيُبقى الجزائر كما كانت واحدة موحدة قادرة على رد أي عدوان في ظل النسيج المجتمعي المترابط المتلاحم.
وبالمقابل، أكد رئيس المجلس أن تطبيق البرامج الطموحة والعقلانية المستمدة من برنامج السيد رئيس الجمهورية، ضروري لتجاوز هذه الأزمات مهما كان حجمها، لاسيما وأن الجزائر تضع اليوم قدما راسخة في سبيل تصحيح المسارات بعيدا عن الشعبوية الزائفة، كما قال. وقال السيد بوغالي أن الجزائر تفعل ذلك اليوم بالطرق العلمية المبنية على التحليل الدقيق والوصف العميق للحلول الناجعة والدائمة، وكل ذلك قد انطلق من خلال مسار سياسي واضح وشفاف وبداية معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن سياسة الهروب إلى الأمام.
وفي الأخير أكد رئيس المجلس أن سيوجه الجهود لدعم الدبلوماسية البرلمانية للمساهمة في تعزيز دور الجزائر المحوري على المستويين الاقليمي والدولي، خاصة في هذه المرحلة التي تعرف كثيرا من التوترات.
وبالمناسبة، جدد رئيس المجلس التأكيد على ثبات المواقف الجزائرية من القضايا العادلة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وعلى رأسها الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي، كما ذكر بصواب المقاربة الجزائرية الرامية الى تجميع الأشقاء الليبيين في ظل المصالحة والحوار لتميكن الشعب الليبي من حقه في بناء دولته وتجسيد الديموقراطية.