أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد يوسف بلمهدي اليوم الجمعة بولاية غرداية على الإحتفالات الرسمية باليوم الوطني للإمام, المصادف ل15 سبتمبر من كل عام.
وبالمناسبة أبرز الوزير في كلمة له خلال مراسم الإحتفالات التي نظمت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, تحت شعار “الإمامة..
رسالة والتزام ومسؤولية”, “أهمية دور الإمام في نقل مبادئ الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم وفق مرجعيتنا الدينية”.
وأكد السيد بلمهدي على المعايير التي يتعين على كل إمام مراعاتها, خاصة في اختيار المواضيع والخطب المتعلقة بمختلف مجالات الحياة المجتمعية في الجزائر, مشيرا في هذا الصدد الى أن “مرجعيتنا الدينية المبنية على ثقافة الوسطية والإعتدال, والمستلهمة من رسالة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم), سمحت لبلادنا بحماية نفسها من الفتنة وتقوية وحدة الأمة”.
ويتزامن هذا الحدث الوطني الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, مع وفاة الإمام الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير الذي أدى دورا رائدا في تكوين أجيال من الأئمة ذوي المهارات في نقل وتعليم الكتاب العظيم أيضا.
وأكد الوزير خلال هذا الحفل الذي نظم بقاعة المحاضرات لولاية غرداية “أن مسؤولية الأئمة في نقل الرسالة القرآنية هي قبل كل شيء مسؤولية أخلاقية ودينية ثابتة”,
قبل أن يضيف “أن بلادنا تعمل على تعزيز قيم إسلام متسامح, في إطار المذهب المالكي السني الذي يرتكز على الوسطية والإعتدال والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية”.
ومن جانبه أبرز عميد مسجد باريس, شمس الدين حفيز في مداخلته عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد, دور الإمام في ترسيخ أسس المرجعية الدينية وتعزيز الهوية الوطنية, خاصة في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج.
وأشار عميد مسجد باريس في هذا الصدد الى أن “مرجعيتنا الدينية التي ترتكز على قيم التسامح العالمية, تفضل الحوار واحترام الآخر وترسيخ التلاحم الإجتماعي”, مبرزا بأن الإمام بصفته تلك الشخصية الدينية, “يجسد الحكمة في معرفة القيم النبيلة, وتأطير المؤمنين للتعايش بين الثقافات وخاصة في الهجرة, مستلهمين ذلك من الإسلام الوسطي المعتدل”.
و أوضح شمس الدين حفيز أن “توجيهات ورسائل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عقب ترسيم اليوم الوطني للإمام تشكل لنا خارطة طريق”.
وعلى هامش إحياء اليوم الوطني للإمام, أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف على تدشين المركز الثقافي الإسلامي الواقع بحي “بوهراو” بالضاحية الشمالية لمدينة غرداية, قبل أن يضع حجر الأساس لبناء ملحقة لزاوية “الهدى و الضياء”, ومسجد بالمنطقة الحضرية الجديدة لواد نشو, ويتفقد أيضا مزرعة بيئية تابعة لزاوية “الهدى والضياء”, وهي عبارة عن محيط فلاحي مخصص للتمويل الذاتي والإستهلاك الذاتي لفائدة الدارسين بالزاوية.
وتقام ضمن فعاليات إحياء اليوم الوطني للإمام حلقات جماعية لتلاوة القرآن الكريم ( السلكة) عبر سائر مساجد ولاية غرداية تكريما لروح الشيخ العلامة الراحل سيدي محمد بلكبير الذي يشكل مرجعا ومدرسة في التكوين لأجيال الإمام بالإضافة إلى تنظيم حفل زفاف جماعي بمدينة متليلي.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أصدر مرسوما رئاسيا يتضمن ترسيم 15 سبتمبر من كل سنة يوما وطنيا للإمام, والذي يصادف ذكرى وفاة الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير, وذلك عرفانا لدور الإمام في تعزيز المرجعية الدينية وترقية الهوية الوطنية.