أبرز الفيلم السينمائي القصير “إعدام”، ليلة السبت، بسالة الجزائريات ضدّ فظاعات الاستعمار الفرنسي، حيث قدّم العمل الجديد تحية من مخرجه وكاتبيه يوسف محساس، لدور المرأة في الكفاح المسلح ضدّ المستعمر الغاشم.
بقاعة المتحف الجزائري للسينما، توقّف “إعدام” (26 دقيقة) عند محطة هامة في تاريخ الجزائر الثوري، حيث قام الجيش الاستعماري بتدمير قرية إغزر إيواقورن القديمة يوم السادس ماي 1957 وترحيل سكانها بسبب دعمهم للثورة وتم جمعهم في محتشد كان يسمى بـ “النجمة”.
وروى الفيلم الذي أنتجه المركز الجزائري لتطوير السينما في إطار ستينية الاستقلال، قصة سكان القرية المذكورة ومقاومتهم لاضطهادات وجرائم المستعمر الفرنسي، وترجم فنياً شجاعة سكان قرية إغزر إيواقورن ضدّ اضطهاد المستعمر الفرنسي الذي تجسد في شخص ضابط حاقد قرّر أن يطبق قوانينه المعادية للإنسانية ضد الأسرى المجاهدين ويرهب السكان العزل.
وفي قالب سردي تاريخي بسيط، قدّم محساس صورة مختصرة عن قرية صغيرة جميلة تطل على جبل ابيض تغطيه الثلوج، ومن خلالها انعكست بطولات الشعب الجزائري بأكمله الذي التحم ووحد الصفوف من أجل تحرير الوطن والدفاع عن شرف الأرض والسكان.
وجرى تأثيث الفيلم ببيئة جبلية أمازيغية زيّنتها المناظر الطبيعية وأهازيج النسوة وهنّ يحتفلن بالمولد النبوي الشريف وبأزياء وحلي تقليدية، قبل أن تتحول الصورة إلى تراجيديا حقيقية بعد أن قرر الضابط الفرنسي (الممثل سيزار دومينيل) إطفاء شموع الفرحة والأمل وإدخالهم لعبة تنم عن نفسيته المريضة وذلك باستغلال 7 مجاهدين أسرى ألقي القبض عليهم بعد محاولة الهجوم على معسكر فرنسي.
وينحدر المجاهدون من هذه القرية التي ستعيش سبعة أيام من الحزن إثر إعدام أبنائها يومياً في ساحة القرية، وتتصاعد وتيرة القلق في العمل، حيث يقرر السكان معاقبة الضابط وإنقاذ ما تبقى من الأسرى، فتخطط “لويزة” (الممثلة أميرة هيلدا دوادة) وهي زوجة مجاهد، لتضعه في موقف المعدومين.
وجمع العمل مجموعة من الوجوه الفنية المعروفة على غرار الفنانة ليديا لعريني التي أظهرت قدرة على تقمص دور الأم المكلومة، وكذلك ظهر الممثل مراد ياكور في دور مساعد الضابط الفرنسي و رشيد حبيب في دور شيخ القرية، إضافة إلى زين الدين أرحاب ورشيد بوسواليم وصليحة زهدة وكثير من الوجوه الثانوية من سكان قرية لجديد إواقوران بولاية البويرة، حيث جرى تصوير الفيلم.
وأحالت بعض لقطات الفيلم الجديد إلى مشهد “العفيون والعصا” (1969) لأحمد راشدي، حيث يجتمع سكان القرية في الساحة المركزية بالقرب من مكتب الضابط ينتظرون مصير المجاهد “علي” أمام أعين زوجته وأمه الباكية وأصوات المكبرين والزغاريد وهي تقريبا نفس الأجواء التي استعادها محساس بالاستعانة بقدرات مدير التصوير الشاب رامي إسكندر علوي.
وأشار محساس وطاقمه إلى أهمية منح الفرصة للشباب المبدع لتقديم أفلام حول الثورة الجزائرية، مسجّلاً أنّ برنامج الستينية سمح بذلك على أمل أن تتكرر العملية خارج إطار المناسباتية.