بهدف الوقوف على رهانات الإعلام الوطني في مجابهة الحملات العدائية المتزايدة التي تستهدف أمن واستقرار بلادنا، نظمت مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم 21 ديسمبر 2021، بنادي الموقع بعين النعجة، ملتقى بموضوع: “الحملات الإعلامية المعادية وإستراتيجية التصدي والمجابهة”.
أشرف على افتتاح أشغال الملتقى السيد الفريق، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بحضور وزراء كل من الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، الإتصال والثقافة والفنون، وكذا المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرون ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى مديري بعض وسائل الإعلام الوطنية وأساتذة جامعيين.
في البداية، ألقى السيد الفريق السعيد شنڨريحة كلمة إفتتاحية، أكد من خلالها أن تنظيم الملتقى في هذه الفترة له دلالاته التاريخية، لتزامنه مع شهر ديسمبر الذي يعيد إلى الذاكرة مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960، التي شكلت منعطفا حاسما في الكفاح التحرري للشعب الجزائري:
“هذا الملتقى الذي يأتي تنظيمه شهر ديسمبر، حيث نستذكر خلاله واحدة من محطات ثورتنا التحريرية المجيدة، ألا وهي مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960، التي شكلت منعطفا حاسما، في الكفاح التحرري لشعبنا العظيم، الذي عبّر عن ثقته المطلقة في قيادته، وأكّد وحدته وتلاحمه وتماسكه والتفافه حول ثورته المباركة، كما كانت رسالة بالغة البيان للمستعمر الغاشم، الذي أيقن من خلالها أن الشعب الجزائري واحد موحد، ولا يرضى عن الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية بديلا، مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات. كما شكلت هذه المظاهرات دعما قويا للعمليات العسكرية لجيش التحرير الوطني، وكانت سندا قويا للمعركة الدبلوماسية للقضية الجزائرية في المحافل الدولية”.
السيد الفريق عرّج أيضا على حدث هام آخر وهو تنظيم إنتخابات المجالس المحلية التي تعد لبنة أخرى تضاف إلى مسار بناء الجزائر الجديدة، التي وضع معالمها، السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني:
“يأتي لقاؤنا هذا أيضا، بعد حدث هام شهدته بلادنا، وهو تنظيم انتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية، التي شكلت لبنة أخرى، ومحطة هامة، للنهوض ببلادنا وإقامة دعائمها المتينة، والتي هي ثمرة لرغبة وطموح الجزائريين في التغيير، وبناء الجزائر الجديدة، التي وضع معالمها، السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني.
هذا المسار الذي بات يشكل مصدر إزعاج لأعداء الوطن، الذين يحيكون ضد بلادنا كل أنواع الدسائس والمؤامرات، بالتواطؤ مع منظمات إرهابية وتنظيمات عميلة، غايتها إجهاض المشروع الوطني، الرامي لإرساء مؤسسات قوية وفاعلة، وعرقلة مسيرة الجزائر الجديدة، المصممة على استعادة دورها الرّيادي إقليميا ودوليا”.
السيد الفريق شدّد على ضرورة تجنّد كافة القطاعات دون استثناء وفي مقدمتها قطاع الإعلام، للتصدي ومواجهة كل الحملات الإعلامية والمخططات المعادية:
“وعليه، فإن تعزيز وحدتنا الوطنية، ورص جبهتنا الداخلية، إلى جانب المحافظة على ديناميكية التطوير والتنمية، التي باشرتها الجزائر الجديدة، وبلوغ الأهداف المسطّرة، يستدعي تجنّد كل قطاعات الدولة دون استثناء، وفي مقدمتها قطاع الإعلام، الذي يُعول عليه كثيرا في هذه المرحلة، للتصدي ومواجهة كل الحملات الإعلامية والمخططات المعادية، التي تحاول المساس بأمن واستقرار البلاد، وكذا تنوير الرأي العام الوطني، بما يُحاك ضد بلادنا من مؤامرات ودسائس، وحشد كل أطياف المجتمع الجزائري، للانخراط بوعي والتزام، في الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق الطموحات الشعبية، ووضع الجزائر الجديدة على سكّة التقدم والازدهار.
لذا وجب علينا جميعا أن نُخلص للوطن وألاّ نتهاون في تأدية واجباتنا اتجاهه، وأن نكون في مستوى تضحيات الشهداء الأبرار، حتى يُنصفنا التاريخ، ويُدون بأننا حافظنا على الأمانة، وأخلصنا للجزائر، الجزائر لا غير”.
تواصلت، بعدها، فعاليات هذا الحدث العلمي الهام بإلقاء محاضرات قيّمة إستهلت بمداخلة للسيد مدير الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي متبوعة بمداخلات مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختصين في مجال الإعلام والاتصال، حيث قدموا خمس (05) مداخلات ثرية سلطت الضوء على مختلف جوانب موضوع الإعلام عموما والحملات الدعائية الموجهة ضد بلادنا خصوصا، وكيفيات التصدي لها وفقا لمقاربة شاملة ومدروسة.
المحاضرات لاقت إهتماما وتفاعلا كبيرين من طرف الحاضرين، الذين ساهموا في إثراء موضوع الملتقى من خلال مناقشات عكست اهتمامهم بالمخاطر المحدقة والتحديات المستقبلية الواجب رفعها صونا لأمن الجزائر ووحدتها الوطنية.