منذ طرح الصين لمبادرة الحزام والطريق” في عام 2013، أصبحت المبادرة منصة رئيسية للتعاون الدولي ومنفعة عامة عالمية تحظى بشعبية كبيرة، مما أدى إلى تعاون عالي الجودة ذي منافع متبادلة للدول والمناطق المشاركة وغيرها.
وفي عام 2013، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ بناء مبادرة “الحزام والطريق”، وهي مبادرة تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، في زياراته إلى كازاخستان وإندونيسيا على التوالي.
وعلى الرغم من تفشي جائحة “كوفيد-19” في جميع أنحاء العالم، إلا أن المبادرة لا تزال تشهد إنجازات مثمرة في النصف الأول من العام الجاري. وفي الفترة نفسها، ارتفعت تجارة السلع الصينية مع الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” بنسبة 37.9% على أساس سنوي لتصل إلى 824.55 مليار دولار أمريكي.
وفي الوقت نفسه، حافظت استثمارات الصين في هذه الدول على نمو مطرد. وفي الأشهر الثمانية الأولى للعام الجاري، زاد الاستثمار الصيني المباشر غير المالي في الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” من 9.2% على أساس سنوي إلى 12.89 مليار دولار أمريكي.
وفي يونيو الماضي، بدأ خط سكك حديدية بنته الصين ليربط بين مدن لاغوس وأبيوكوتا وإبادان في جنوب غرب نيجيريا، التشغيل التجاري الكامل رسميا لتسهيل النقل العام واللوجستية في البلاد. ويعد المشروع أول خط سكك حديدية قياسي مزدوج المسار يتم بناؤه في غرب أفريقيا.
ولم تعمل السكك الحديدية على تحسين حالة حركة المرور المحلية بشكل فعال فحسب، بل عززت أيضا الخدمات اللوجستية المحلية والتنمية الاقتصادية.
وقال فيديت أوخيريا، المدير العام لشركة السكك الحديدية النيجيرية “تأتي السكك الحديدية بالتنمية، وتأتي بالفرح والسعادة. وعند رؤية المباني الرائعة وخط سكك حديدية وظيفية ومحطة جيدة، سنتأكد من أننا سنستفيد منها على أفضل وجه. وذلك يأتي بالأمل”.
في الشهر الماضي، وصلت الدفعة الأخيرة من القضبان للسكك الحديدية فائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ البالغة 6600 طن إلى إندونيسيا. ووفقا لمشغلي السكك الحديدية التي تبلغ طولها 142.3 كيلومتر، يخلق وصول القضبان ظروفا لتمهيد مسار السكك الحديدية، ويوفر دعما قويا لتسريع عملية البناء.
وقال مهندس بالمشروع “تشتهر الصين بالسكك الحديدية فائقة السرعة، وتمتلك أكبر عدد أميال للسكك الحديدية فائقة السرعة والتقنيات المعنية الرائدة في العالم”.
كمنصة مهمة للصين لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، أظهرت مبادرة “الحزام والطريق” دائما مسؤولية الصين تجاه بقية العالم. وفي العام الجاري، رسم الرئيس شي مسار تنمية مبادرة “الحزام والطريق” في مناسبات عديدة.
في كلمة رئيسية ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي عبر الفيديو في أبريل، اقترح شي بناء شراكة أوثق للتعاون الصحي والتواصل والتنمية الخضراء والانفتاح والشمول في إطار مبادرة “الحزام والطريق”؛ وفي يونيو، أرسل شي رسالة مكتوبة إلى مؤتمر آسيا-الباسيفيك رفيع المستوى بشأن تعاون “الحزام والطريق”.
وفي يوليو، دعا شي إلى تحقيق مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة مع العالم ودول آسيا والمحيط الهادئ خلال الاجتماع غير الرسمي للقادة الاقتصاديين بمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (الأبيك) عبر الفيديو.
وقال تشانغ جيان بينغ، مدير مركز أبحاث التعاون الاقتصادي الإقليمي بوزارة التجارة الصينية “بصفتها مروجا رئيسيا لمبادرة “الحزام والطريق”، لم تقدم الصين مساهمة كبيرة في استقرار توقعات النمو الاقتصادي العالمي فحسب، بل مكّنت أيضا جميع شركاء “الحزام والطريق” من تحسين فعاليتهم التنموية. وتوفر المبادرة للشركاء المزيد من التوظيف وعائدات الضرائب، مما يمكّنهم من إضافة قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي العالمي”.
حتى الآن، وقعت 172 دولة ومنظمة دولية أكثر من 200 اتفاقية تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”. وتم إنشاء أكثر من 90 آلية تعاون ثنائي. وعلى وجه الخصوص، أصبحت خدمات النقل الدولية لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا خيارا أفضل حيث تأثر الشحن البحري الدولي بشدة من جائحة “كوفيد-19”.
وقال ليو هاي بين، رئيس قسم الاستيراد بشركة هونغشنغ للوساطة الجمركية في محافظة ييوو شرق الصين “سيستغرق نقل بضائعنا من 20 يوما إلى شهر عن طريق الشحن البحري. والآن مع قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، يمكن تسليم البضائع في غضون 15 يوما”.
تعد خدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا “شريان حياة” للتجارة الدولية. ومنذ مايو الماضي، تجاوز عدد الرحلات الشهرية لقطارات الشحن 1300 رحلة لأربعة أشهر متتالية. وفي يونيو الماضي، غادر أول قطار شحن بين الصين وأوروبا بدون توقف من منطقة لوجستية في مقاطعة شانشي شمال الصين متوجها إلى باريس.
وحتى الآن، وصلت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تسافر على 73 خطا إلى أكثر من 170 مدينة في 23 دولة أوروبية. وتوفر خدمات القطارات دعم النقل للنمو الاقتصادي في الدول والمناطق الواقعة على طول “الحزام والطريق”، فضلا عن الإمدادات الطبية لمحاربة “كوفيد-19”.
وبين عامي 2013 و2020، بلغ إجمالي تجارة الشحن الصينية مع الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” 9.2 تريليون دولار أمريكي. ووفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، يمكن لمشاريع النقل لمبادرة “الحزام والطريق” أن تساعد في انتشال 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل على مستوى العالم بحلول عام 2030. #الإصلاح_والانفتاح