بعد كل ابيات التحية للجزائر البطلة لشعبها العظيم الذي قاتل من اجل الحرية ودفع الثمن …
بعد ان نؤدي التحية للشهداء الذين سقطوا من اجل ان تحيا الجزائر …
ad
وبعد ان نصفق لكل النشاطات التي شهدناها مؤخرا تحت عناوين أساسية واستراتيجية وقومية ووطنية كالدفع باتجاه لم الشمل الفلسطيني والدفع باتجاه لم الشمل العربي والدفع باتجاه انشاء مؤسسات حديثة وتطوير الجيش العربي الجزائري بعد كل هذا نقول مايجب علينا أن نقوله … من باب الوفاء لشهداء الجزائر ولثورتها ومن باب الوفاء لأمتنا العربية ومناضليها ومن أجل أن تدفع الجزائر وتقود الامة العربية وتصبح قوة عظمى لها مكانتها واحترامها في العالم ولا تسمح لأي مستعمر أو طامع بنهب ثروات امتنا العربية نهبا استعماريا تحت أي مسمى من مسميات الغرب الغاصب القاتل الذي نهب الشعوب وعلى رأسها شعوب امتنا العربية واستعمر بلادنا عقودا طويلة من الزمن وعمل المستحيل كي يبقي امتنا متخلفة عارية من العلم والتقدم والدواء والغذاء وهي تمتلك من الثروات ماتتلذذ به برجوازيات الغرب العنصرية التي تعتقد انها هي حديقة في هذا العالم تحيط بها أدغال ماهي الا نحن الشعوب التي استغلت ونهبت وأبقيت تحت جزمة المعسكر الغربي العنصري .
بعد ثورة الشارع الجزائري في أيام بوتفليقة الأخيرة واصراره على النهوض رغم كل بؤر الفساد والنهب التي أخرت تطور الجزائر وتنميتها عقودا طويلة بسبب النهب والسياسات التكتيكية التي لا يغنى منها سوى فئة ضئيلة بينما يبقى الشعب متخلفا كان مايجري قبل التغيير الأخير الذي فرضه الشارع الجزائري مناقضا تماما لما يريده الشعب الجزائري وقد خضعت السلطة لابتزاز الغرب الطامع بثروة الجزائر وأجبرت الجزائر على تحويل مداخيلها من نفطها وغازها الى مصارف الغرب وحكمت بالتهديد الولايات المتحدة مواقف الجزائر وجعلتها غير قادرة على مد اشعاعها اشعاع الشعب الجزائري نحو المحيط العربي ومنعتها من الربط بين تطور الجزائر وتطور الامة العربية وأبعدتها عن جبهة المواجهة والتصدي التي تخوضها الامة العربية من أجل التحرر والخلاص من العنصرية والصهيونية والاستعمار الجديد واستفاد الفاسدون وأفسدوا بعض الذين من حولهم الى أن هب الشارع الجزائري ينادي بالتغيير والتثوير ينادي بسيطرة الشعب على ثرواته ينادي بأن تكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الذي لا يريد سوى أن تكون الجزائر قوية ومتمكنة واقتصاديا ناجحة ومتطورة صناعيا وزراعيا وعلميا وتكنولوجيا وأن تكون قوة كبيرة في جبهة الامة العربية لقطع يد من يحاول أن تمتد يده لنهب ثروات هذه الامة أو لمنعها من حريتها واستقلالها وثروات أرضها الطبيعية التي هي ملك خالص للشعب العربي .
الفترة الأولى التي تلت استعادة تنظيم بعض الأمور وتصويت الشعب على نتائج أتت برئيس جديد وبرلمان جديد شهدت نوعا من الارتباك في رسم الخط الاستراتيجي للجزائر ولكن هذا الارتباك كان ارتباكا على أرض طيبة وليس على نية سيئة كان على أرض طيبة اذ أراد الذين أتوا ليجلبوا التغيير الذي يريده الشعب الجزائري كانوا يحاولون إعادة وجه الجزائر للجزائر بعد أن خضب بالوان مختلفة في عهد بوتفليقة فطرحت الجزائر في البداية خطا سليما فيما يتصل بالقضية الفلسطينية لم الشمل الفلسطيني كانت تلك الخشبة المباركة التي دائما وأبدا شملها حرص الجزائريين على الرعاية والاهتمام وشد الأزر والدفع للأمام قضية فلسطين قضية الجزائر وعندما تقول للجزائري فلسطين يشعر بأنك تخاطبه هو لأنه يرى أن فلسطين والجزائر قضية واحدة وهذاعين الصواب وعين الوفاء وعين الشرف والعزة العربية كان هذا الخط خطا واضحا وسليما اذ لامجال هنا للتجارب فتجربة الجزائر غنية جدا فهي أول من تبنى الثورة الفلسطينية عندما كانت جنينا ورعتها ودعمتها ولن أنسى أبدا تلبية طلباتنا ونحن في معاركنا وحصارنا مهما كانت العقبات كان الدعم الجزائري يصلنا ونحن على خطوط النار حتى في أثناء الحصار في بيروت وصلتنا من الجزائر وسائل الدعم والاسناد والذخائر لأن الجزائريين شعروا أنهم هم الذين يقاتلون بما أننا نحن وهم كيان واحد فهم الذين كانوا يقاتلون وارسال الذخيرة للمقاتلين على جبهات القتال كان واجبا وطنيا وليس فقط واجبا قوميا .
هذه هي الجزائر خشبة القضية الفلسطينية بدأت بها من أجل لم الشمل حتى تصبح قوة الثورة الفلسطينية موحدة وأقوى أي أن تكون الجزائر أقوى طالما أن ثورة الجزائر هي ثورة فلسطين هما ثورة واحدة عدوهم واحد وقلبهم قلب رجل واحد وارادتهم الصلبة إرادة الجبارين الذي لا يكلون ولا يملون الا عندما يحققون النصر على العدو ثم جاء بعد ذلك خوض الرئيس الجديد بارك الله به وأمد بعمره وأدام له صحته بدأ بطرح أفكار قيمة ولكن اكتشف بعد فترة وجيزة أن الزمن تخطاها وعلى سبيل المثال أقول الدعوة لاحياء دول عدم الانحياز لقد كان انشاء دول عدم الانحياز من قبل نهرو وتيتو وعبدالناصر وسوكارنو كان أمرا ضروريا في فترتهم فترة الحرب الباردة ورغم أن دول عدم الانحياز كان لها مضمونا وشكلا تقدميين كانت ضرورية في اعلان عدم انحيازها للكتلة الشرقية أو الغربية في ظل حرب باردة طالما أن شعوب تلك الدول التي أنشأت منظمة عدم الانحياز كانت تعاني من السلب والنهب المستمرين من قبل الاستعمار ولذلك مدت هذه الدول جسورها نحو الاتحاد السوفييتي وأبقت على علاقتها بالغرب .
انما الآن فالأمر مختلف فقد جرب العالم وفهم تماما أن هدف الامبرياليين والولايات المتحدة تحديدا هو الاستمرار في كونهم قادرين على استخدام القوة لابتزاز الشعوب لنهب ثرواتها وأن حفاظ الجزائر على ثروتها لشعبها ولامتها يتطلب أن تكون واضحة كل الوضوح أي أن تكون منحازة وليست غير منحازة ، منحازة للعدالة للشعوب لخير الشعوب لأن تكون أي يد تمتد لنهب ثروة الجزائر بحكم اليد المقطوعة وأن تصرف مداخيل الجزائر من ثرواتها لتنمية الجزائر صناعيا وعلميا وعسكريا حتى تكون تلك القلعة التي لاتحمي نفسها فقط بل تحمي امة بأكملها من خلال قيادة واعية مثابرة صابرة مؤمنة صلبة مقاومة وشجاعة عندما اتضحت الرؤية تسارعت الخطوات السليمة فبدأت الجزائر وبذلت كل الجهود لتجعل من القمة العربية خشبة أخرى لخلاص الامة أو لدفعها على طريق الخلاص وخلال الاعداد للقمة فهم تماما كل المسؤولين الجزائريين الذين ساهموا في الاعداد وعقد تلك القمة فهم بالضبط ماهي محدودية ولمن تخضع بعض الدول ومن يخضع من ، ومن يركع لاملاءات من ، فهمت الجزائر كل هذه اللعبة مما رسخ قناعاتها وجعلها تتشبث أكثر بمواقفها الثورية السليمة ومواقفها القومية السليمة والوطنية السليمة وبدأت تتخذ قرارات بحكمة ….
بحكمة تحمي الجزائر وتفتح أمامها آفاق التطور .
لكن هذا الوعي لا يعني أن القيادة تلم بكافة المخاطر وتلك الثقوب التي يمكن أن تتمدد من خلالها نفوس فاسدة وعوامل فساد تخرب على الجزائر مخططاتها وكذلك فان اتخاذ سياسات تحمي ثروة الجزائر لا يعني أن الغرب سيتوقف عن محاولاته لنهب وسرقة تلك الثروات من خلال افساد البعض ومن خلال الضغط باتجاه عدم رفع الأسعار أو أن تكون أسعار النفط والغاز غير موازية لتلك التي تحكم الأسعار العالمية عقود طويلة الأجل ونحن نعلم ولدينا معلومات مثلا أن عقود الغاز السابقة التي أبرمت مع إيطاليا كانت عقودا على هامشها توجد عقود كومسيونية أي بقشيش أي برطيل لبعض المسؤولين قد تصل الى 10% من قيمة المصدر بموافقة الشركة المستوردة لتدفع لهؤلاء جزاء ما فعلوه أن يوقع ذلك العقد بتلك الأسعار …
نقول هذا حتى نكون صادقين كما كنا دائما سنكون دائما وننبه اخوتنا في الجزائر ليفتحوا أعينهم واسعا ليروا كل محاولة لابقاء فساد مزروع على أرض الجزائر أو للسماح لشركات تريد غاز الجزائر ونفطها وتقوم بافساد البعض لاتمام صفقاتها وهنا القاعدة واضحة ماينتج في الجزائر من غاز ونفط يباع في الأسواق تحت اشراف أشرف المسؤولين وتحت مراقبة الحكومة وتدقيقها في كل عقد يوقعه سيناتراك مع شركات أوروبية أو غير أوروبية لماذا نقول هذا نقول هذا لأن هذا مرتبط تماما بالخط الاستراتيجي الآخر الذي طرحته القيادة الفذة في الجزائر الآن وبعد مؤتمر القمة العربية وبعد اكتشافها تلك الأنظمة العربية التي تخضع لاملاءات واشنطن وتل ابيب وكيف أن هذه الأنظمة تضع عقبات في وجه لم الشمل العربي من ناحية وفي وجه تقدم الامة العربية من ناحية أخرى انهم يمهدون الأرض لتسيطر إسرائيل على نفط العرب في الخليج وعلى مياه العرب في بحر العرب والخليج العربي والبحر الأحمر وهي إسرائيل تستفيد من جريمة ارتكبها الرئيس السيسي بالتخلي عن مضائق تيران التي هي مياه إقليمية مصرية لنظام السعودية الذي أجرها ليهود خيبر أجرها لإسرائيل التي سارعت بشق قناة جديدة تجعل من قناة السويس قناة غير ذي فائدة للزبائن القناة المنوي شقها ويسمونها قناة بن غوريون قناة تشكل طريقا أقصر للنفط والبضائع من والى الخليج العربي وهذا سيجعل من قناة بن غوريون التي لم يكن بالإمكان اقامتها لولا تسليم الرئيس السيسي أملاك مصر الإقليمية العربية للنظام السعودي الذي قدمها عبر املاءات واشنطن هدية لإسرائيل ولمن لايذكر نقول لقد قامت الجزائر وكان قائدها رحمه الله هواري بومدين بارسال كل طيارانها الحربي وأرسل عبدالناصر طيارين مصريين لكي يقودوا تلك الطيارات من الجزائر الى مصر بعد أن دمرت الولايات المتحدة كل الطيران المصري على أرض مصر هبت الجزائر وأرسلت لمصر كل طيرانها لتحمي أرض مصر ، هذه هي الجزائر بينما السيسي يبيع ما قامت الحرب عام 67 من أجله مضائق تيران يبيعها للسعودية كي تسلمها لإسرائيل .
لقد استوعب حكماء الجزائر وقادتها المخلصون معنى ذلك فأعلن فورا أن الجزائر قدمت طلبا للانضمام الى بريكس وشنغهاي وبذلك أعلنت أنها انحازت لمعسكر انصاف الشعوب ومساندة حريتها وهيمنتها على ثرواتها ومنع نهب تلك الثروات .
ولكن هذا الخط الواضح والسليم يحتاج فورا الى خطة عمل جزائرية تنكب كل الجهود الجزائرية لوضعها وضع الدراسات لها وسألخصها من باب محبتي للجزائريين ولأنني شاركت في ثورة الجزائر منذ انطلاقتها ولأن أعضاء في قيادة جبهة التحرير كانوا من تنظيمنا حركة القوميين العرب وبعد الاستقلال جاء بعضهم ليصبح عضوا غير معلن عنه في قيادة الثورة الفلسطينية وهذه أول مرة أقول هذا الكلام قيادات من الثورة الجزائرية استمرت في الثورة كونها أصبحت قيادات في الثورة الفلسطينية أقول أولا يجب أن تضع القيادة الجزائرية الأولويات وأن تشكل لجانا مختصة وقادرة وقديرة لوضع دراسات بأسرع وقت ممكن يجب أن تتم هذه الدراسات قبل القمة الجزائرية الصينية لمناقشة الاتفاق الاستراتيجي الذي تقرر أن يمتد لخمس سنوات مقبلة .
الاتفاق الاستراتيجي بين الجزائر والصين يجب أن يكون خطوة على طريق الاتفاق الاستراتيجي مع روسيا أيضا وربما لاحقا مع الهند والبرازيل وربما لاحقا مع دول أخرى ولكن يبقى علينا أن نقول ان حجر الرحى هو الصين وروسيا من أجل قطع المسافة بين انهاء التخلف والوصول الى التقدم يحتاج الى قوتين عظميين متقدمتين كالصين وروسيا هذه الاتفاقات يجب أن تبدأ بموضوع الزراعة فالجزائر أرض خصبة هائلة كان الاستعمار الفرنسي قد حولها الى مزارع للعنب من أجل انتاج النبيذ ان أرض الجزائر قادرة على احداث النقلة النوعية بالاكتفاء الذاتي الغذائي للجزائر وتصديرها للدول العربية وما أقوله هنا مستند لدراسات أجراها الغرب ولست أنا وهنالك جزء كبير من الأرض الجزائرية الذي يمكن استصلاحه إضافة للأرض الواسعة الصالحة للزراعة وهنالك مناطق تستطيع الجزائر أن تحفر لتتحول الى بحيرات ماء عذبة إضافة لما تنتجه الصحراء من غاز ونفط اذا الزراعة فالصين قادرة على مساعدة الجزائر على وضع نظام زراعي للاكتفاء الغذائي الذاتي للجزائر وأن تسلم هذه المشاريع لجزائريين دربتهم الصين كي يطوروا تلك الحقول الضخمة التي ستكفي الجزائر وستسمح للجزائر أن تكون مصدرا رئيسيا في أسوق الغرب وعلى سبيل المثال الجزائر قادرة على انتاج البطاطا لتكفي الجزائر وكل أسواق أوروبا من البطاطا وليس العنب فقط وهكذا الى آخره من المواد فالموضوع الزراعي يحتاج الآن الى يد عاملة وهذا صحيح وهي متوفرة ولكن مكننة الزراعة واستخدام الآلات الحديثة والتكنولوجية في الري والحصاد والتجميع والتعليب والصندقة كل هذه أصبحت متوفرة ولابد للجزائر من أن تراها تعمل بكفاءة على أرضها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب .
ثانيا الصناعة الجزائر تملك كال العوامل اللازمة للصناعات الثقيلة والخفيفة وهي تملك الغاز والنفط والحديد وتستطيع أن تنشئ صناعات ضخمة للصلب والصلب الرقيق واضافة لذلك وأضع تحت ذلك أربع أسطر حمراء تستطيع الجزائر أن تبدأ منذ الآن بتطوير مصانع أشباه الرقائق التي هي تشكل العامل الرئيسي في تقدم الصناعات سواء المتقدمة جدا العسكرية والمدنية وكذلك صناعة الطيران .
ثالثا في الموضوع الصناعي هناك أولويات البعض قد يقول يجب على الجزائر أن تنتج سيارة جديدة قليلة الكلفة وقليلة المصروف لا تنتج من الكربون ما يجعل الهواء فاسدا أو موبوءا لم لا ويجب التعاون هنا مع الصين التي تعمل حثيثا وقريبا ستنتج مثل هذه السيارة وكذلك روسيا تكفي الأسواق الجزائرية بدلا من دفع مئات الملايين من الدولارات ثمنا للرينو أو السيتروين أو المرسيدس أو الخ .
صناعة السيارات والبيكبات والموتورسايكل قضية أساسية من أجل المواطن للتنقل والمواصلات .
رابعا شبكة المواصلات في الجزائر القطار الحديدي مهما تقدمت وسائل النقل يبقى هو القطار وسكة الحديد تبقى مهمة في النقل للبشر والمواد الزراعية وغير الزراعية بين مناطق الجزائر الشاسعة والمتباعدة وهذا يجب أن يوضع له مخطط واضح وعلى مدى عشر سنوات يمكن للجزائر أن تصبح من أوائل الدول في ضخامة شبكة المواصلات عبر السكك الحديدية بعد ذلك نقول على الجزائر أن تضع خططا لتتخصص في صناعات محددة على الصعيد المدني والعسكري والعلمي يجب أن تتخصص الجزائر التي لديها شعب ذكي ولديها إمكانات هائلة ولديها اطلاع على الحدود التي وصل اليها التقدم الغربي من خلال ملايين الجزائريين الذين يعملون في المصانع الغربية خاصة المصانع الفرنسية وربما الآن في بعض المصانع الألمانية هذه الأمور التي باتت صفة الأولوية في مخطط الجزائر والتي ستوظفها القيادة الجزائرية ستوظفها باسم الجزائر القوية لتنال الجزائر موقعها الحقيقي المؤثر في العالم العربي أولا وفي العالم على وسعه ثانيا الجزائر دولة افريقية قوية ومجلس الأمن بحاجة للتجديد ولا تمثيل لافريقيا في ذلك المجلس واذا طرح موضوع التغيير في تركيبة مجلس الأمن فلا بديل للجزائر من أن تمثل افريقيا في مجلس الأمن الدولي .
نقول هذه أمور أساسية لا تنفي أساسية أمور أخرى فالجزائر بلد من أجمل بلدان العالم ورأت عيني أماكن في الجزائر خرافية الجمال رأيت خلجانا يتمنى الانسان أن تبقى هادئة لأن هدوءها هو كالموسيقى ورأيت ثروة سمكية غير موجودة في شواطئ مزقتها مخالب الاستغلال الغربي وقوفل الصيد غير الشرعي وشفاطات اليابان التي تنهب سمك بلادنا نهبا شفطا نحو حاملات السمك الضخمة التي تخلي شواطئنا وبحارنا من ثروتها السمكية الجزائر تستطيع أن تجلب لنفسها دخلا موازيا لدخلها من النفط والغاز ان هي اهتمت بتنظيم وترتيب وتجميل وتحديث كل المواقع السياحية وخلق مواقع أخرى وهنالك شركات مستعدة للشراكة مع الجزائر لتطوير مثل هذه الأماكن وخلق أماكن جديدة وترتيب المواسم السياحية حتى يصبح لدى الجزائر رصيدا ربما مئة مليون سائح سنويا سوف تعطي الجزائر دخلا لا مثيل له كذلك نستطيع هنا أن نشير الى ما بثته بعض الأخبار حول انشاء أكاديمية للطائرات المسيرة في الجزائر عظيم …. عظيم هذا هو بالضبط ما أقوله ان تخصص الجزائر كي تنمي صناعة المسيرات لتصبح من الدول التي يشار لها على أنها من أفضل الدول التي تتتج أفضل المسيرات هذا مهم جدا من ناحية للدفاع عن الجزائر ومساعدة اخوة الجزائر الذين مازالوا في طور النضال لانتزاع الحرية وأيضا كمصدر لمثل هذه الطائرات التي لها استخدامات كثيرة وليس فقط عسكرية فالطائرات المسيرة تستخدم في الأرصاد الجوية وفي إطفاء الحرائق وإنقاذ الغرقى والانذار المبكر والقضاء على من يحاول اقتحام حدود الجزائر والتسلل للتخريب … الخ ومثل هذا ينطبق على أمور كثيرة منها على سبيل المثال انتاج التراكتورات التي تناسب الأرض الزراعية الجزائرية قد تكون صغيرة الحجم قوية قادرة على السير في الرمال أو الأرض التي يتم استصلاحها من الرمال الى الأرض الصالحة للزراعة … الخ ولاشك أن هنالك لائحة طويلة ولا شك أن العقول الجزائرية لديها من الأفكار أفكار أغنى بكثير من أفكاري لكنني أقرع هنا جرس تقدم الجزائر نحو عالم القوة لأن تصبح الجزائر قوة عظمى هي رصيد للعرب كأمة رصيد لافريقيا كقارة ورصيد للشعوب المناضلة من أجل الحرية والعدالة كمناضلة صلبة لتحقيق هذه الأهداف تماما كما فعلت ايران اذ وقعت مع الصين اتفاقا استراتيجيا وتلاه ماستوقعه في نهاية هذا الشهر وقبل نهاية هذا العام من اتفاق استراتيجي مع الاتحاد الروسي .
الجزائر ستوقع اتفاقا استراتيجيا مع الصين وحسب المعلومات أن مباحثات تدور من أجل توقيع اتفاق استراتيجي مع الاتحاد الروسي شبيه بالاتفاق مع الصين ، وتوقيع هذه الاتفاقات ستجعل من الجزائر قطبا افريقيا هاما وقطبا عربيا هاما في بريكس وشنغهاي والنظام الجديد المتعدد الأطراف الذي سيكون أكثر عدالة وانصافا للشعوب في هذا الصراع الدائر بين القوى التي تريد أن تستمر في استنزاف ونهب ثروات الشعوب وبين الشعوب التي تقاتله من أجل السيطرة على ثرواتها والإبقاء على حريتها وسيادتها .
يبقى أن نقول ان عقد الاتفاق الاستراتيجي مع الصين والاتحاد الروسي لايعني اطلاقا عدم توقيع اتفاقات استراتيجية مع دول كايران خاصة أن للجزائر تاريخ عريق في العلاقات مع ايران واتفاق استراتيجي مع الهند وأيضا هنالك علاقات وثيقة مع الهند هذه القوى تشكل قوى الدفع في المرحلة القادمة .
بسام أبو شريف القيادي السابق في منظمة التحرير الفلسطينية ومستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات