بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
– أصحاب السمو والمعالي،
– السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية،
– أصحاب السعادة،
– السيدات والسادة،
يسعدني بداية أن أجدد الترحيب بكم جميعا، متمنيا لكم إقامة طيبة في بلدكم وبين أهلكم، وراجيا أن تكلل اجتماعاتنا التحضيرية بالنجاح والتوفيق.
ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم إلى أخي معالي الوزير عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج، بأصدق عبارات الشكر والتقدير نظير الجهود المبذولة خلال الرئاسة التونسية في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية.
كما أشكر السيد الأمين العام، أحمد أبو الغيط، وكل فريق الأمانة على جهودهم ودعمهم في سياق التحضير لقمة الجزائر.
أصحاب السمو والمعالي،
ينعقد اجتماعنا اليوم للتحضير لقمتنا العربية بعد انقطاع دام ثلاث سنوات لم نتمكن خلالها من الحفاظ على دورية اجتماعات قادتنا من جراء جائحة كورونا وما خلفته من آثار ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة الدولية.
واليوم، وبالكاد بدأت دولنا على غرار جميع دول العالم بالتعافي من هذا الوباء، تأتي الأزمة في أوكرانيا بأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية، لتخلق واقعا متأزما ينذر بتداعيات كبيرة على المنظومة الدولية، بما فيها منطقتنا العربية.
في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية التي من شأنها تعميق حدة التحديات المشتركة التي نواجهها، يتعين علينا مضاعفة الجهود كمجموعة منسجمة وموحدة تستنير بمبدأ وحدة المصير وما ينطوي عليه من قيم والتزامات، وتعمل على تثمين مقومات تكاملها ونهضتها.
من هذا المنطلق، فإننا نعول كثيرا على مساهمة الجميع في قمة الجزائر لتحقيق انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية ليستجيب لمتطلبات الحاضر ويمكننا بصفة جماعية من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا.
أصحاب السمو والمعالي،
إن التطورات التي يشهدها عالمنا، على تعقيدها وتشعب أبعادها، يجب ألا تنسينا هموم وقضايا أمتنا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تمر اليوم بأصعب مراحلها في ظل جمود العملية السياسية وتمادي المحتل في فرض سياسة الأمر الواقع.
في هذا الإطار، نحيي الأشقاء الفلسطينيين على انخراطهم في مبادرة المصالحة التي أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون مطلع هذا العام بالتنسيق مع أخيه الرئيس محمود عباس، والتي توجت بالتوقيع على “إعلان الجزائر” المنبثق عن “مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية” بتاريخ 13 أكتوبر 2022.
بناء على هذه الأرضية، نأمل أن يكون بمقدورنا العمل جميعا لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفها وجهودها لحل الأزمات الحادة التي تمر بها منطقتنا العربية والتي جعلت منها ساحة صراعات بين عديد القوى الأجنبية.
إن الأوضاع العصيبة التي يمر بها أشقاءنا في كل من ليبيا وسوريا واليمن ، يجب أن تستوقفنا لاستدراك ما فاتنا من جهود ومبادرات للدفع بمسارات السلم والمصالحة التي يجدر بها أن تنطلق من البيت العربي.
وبنفس القدر، نتطلع إلى تعزيز التضامن مع الدول العربية الشقيقة التي تعاني من صعوبات مرحلية، اقتصادية كانت أو سياسية، مع إعلاء مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
كما تدعو الجزائر إلى تفعيل هذه المبادئ الأساسية في إطار هيكلة علاقاتنا مع دول الجوار التي تقاسمنا الانتماء إلى الحضارة الاسلامية.
أصحاب السمو والمعالي،
إن العمل التحضيري المنوط بنا اليوم يظل على قدر كبير من الأهمية، ليس فقط بالنظر لحجم التحديات المطروحة عربيا ودوليا، وإنما أيضا اعتبارا للفرص الهائلة للتعاون والتكامل في جميع المجالات الحيوية.
ولذا أدعوكم أن نعمل معا بكل طموح وبروح توافقية لإنجاح قمة لم الشمل وتعزيز التضامن في ذكرى الفاتح من نوفمبر الخالدة، التي تظل عنوانا شامخا لوحدة شعوبنا ودولنا في نصرة الحق.
أسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير أمتنا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.