بمبادرة من الجزائر، إنعقدت، اليوم ، على مستوى النادي الوطني للجيش ببني مسوس، أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي تضم كلا من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر.
هذه الدورة، التي حضرها إلى جانب السيد الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، كلٌّ من العميد موسى صلاوو بارمو، رئيس أركان الجيوش النيجرية، الرئيس الحالي لمجلس رؤساء أركان البلدان أعضاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة، اللواء عومار ديارا، رئيس الأركان العامة للجيوش المالية واللواء محمد المختار شيخ منّي، رئيس أركان الجيش البرّي الموريتاني، خصّصت لتسليم الرئاسة الدورية للمجلس بين دولة النيجر والجزائر، كما تم أيضا مناقشة وتقييم الحالة الأمنية السائدة في المنطقة الإقليمية.
في المستهل، وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح الشهداء الفلسطينيين.
وبعد افتتاح أشغال هذه الدورة الاستثنائية من قبل العميد موسى صلاوو بارمو، بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة، ألقى السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، كلمة، بالمناسبة، رحب في مستهلها بضيوف الجزائر، معربا عن تشكراته لنظرائه رؤساء الوفود المشاركة على تلبية الدعوة، ومبرزا الاهتمام البالغ الذي يوليه السيد رئيس الجمهورية لأشغال الدورة وأعمال اللجنة:
“يطيب لي في المستهل، أن أتقدم لكم ولكافة أعضاء الوفود المرافقة، بأحر عبارات الترحيب بالجزائر، للمشاركة في هذه الدورة الاستثنائية، لمجلس رؤساء أركان البلدان أعضاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة.
بهذه المناسبة، يسعدني إبلاغكم رسالة أخوّة وصداقة من السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الذي يعتبر هذه السانحة حدثا هاما، للتقييم الموضوعي والعملياتي للتحديات الأمنية التي تواجهها منطقتنا، وتنسيق الجهود بكل فعالية والتزام، حتى يتسنى لنا اتخاذ القرارات اللازمة لبلوغ الأهداف الأمنية المسطرة من طرف بلداننا”.
في ذات السياق، أشاد السيد الفريق أول بالإطار رفيع المستوى، الذي توفره لجنة الأركان العملياتية المشتركة، في مجال تقييم وتبادل وتوجيه الخطوات اللازمة، التي من شأنها أن تُضفي على هذه الآلية الهامة للتعاون الأمني، مزيدًا من الجودة والفعالية والنجاعة في الأداء:
“بالفعل، يعقد لقاؤنا اليوم استثنائيا بالجزائر، لتسليم الرئاسة الدورية، تكريسا لتقاليد هذا المجلس. وكما تعلمون جميعًا فإن هذه الدورة الاستثنائية، تأتي بعد الدورة الاستثنائية المنعقدة في الجزائر العاصمة بتاريخ 13 أكتوبر 2022، والتي كان هدفها الواضح والمحدد، المصادقة والتوقيع على النصوص المنظمة للجنتنا من أجل ترقية تعاوننا الأمني وتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذا التفاهم المتضمن القانون الأساسي لمستخدمي لجنة الأركان العملياتية المشتركة.
ومن الواضح جدًّا أنّ مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء، يُعتبر إطارا رفيع المستوى، لتقييم وتبادل وتوجيه الخطوات اللازمة، التي من شأنها أن تُضفي على آليتنا للتعاون الأمني، مزيدًا من جودة الأداء والفعالية والنجاعة، من خلال تَبَني الإجراءات التطبيقية التي تفرض نفسها في هذا المجال”.
السيد الفريق أول جدد، في الأخير، التزام الجيش الوطني الشعبي بمواصلة مكافحة كل الآفات التي تهدد المنطقة، بالتنسيق مع جميع شركائه ضمن لجنة الأركان العملياتية المشتركة:
“قبل أن أختِم، أجدد إلتزام وتصميم الجيش الوطني الشعبي على المثابرة في مكافحة الإرهاب والجرائم ذات الصلة بدون هوادة، وتنسيق جهوده مع شركائه في آلية التعاون الأمني هذه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتوحيد جهودنا وتنسيق تدخلاتنا، كلٌّ فيما يخصه، في مجال مسؤوليته، مع إمكانية دعم بعضنا البعض، حسب الوسائل المتاحة، من أجل حماية مجالنا الجغرافي وتعزيز الأمن الوطني لبلداننا”.
هذه الدورة الاستثنائية شكّلت، أيضا، فرصة لرؤساء الوفود لعرض تقييماتهم وتبادل الآراء فيما يخص الوضع الراهن في منطقة الاهتمام، وكذا تقاسم وجهات النظر حول الوضع العام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في ختام أشغال هذه الدورة، تمت مراسم تمرير رئاسة المجلس بين العميد موسى صلاوو بارمو، رئيس أركان الجيوش النيجرية، والفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.