بدأت الأصوات تتعالى باريس لفتح قنوات حوار مع الجزائر، وهي الأصوات التي كانت حتى الآن تنحاز بحماسة إلى عقيدة وزير الداخلية الذي تبنى خطاب اليمين المتطرف.
بعد أسابيع قضاها ساسة باريس في التحدث الى بعضهم البعض عبر وسائل الاعلام التابعة للملياردير اليميني بولوري يبدو ان الأمور تسير نحو محاولات لإنهاء الازمة وهو ما ترجمته التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الفرنسي “فرانسوا بايرو” عندما رد على النائب ايريك سيوتي في الجمعية العامة والذي تطاول على الجزائر كما أكد ان مطالب توقيف منح التأشيرات غير منطقي وهو رد مباشر على وزير العدل درمانان الذي دعا هو الاخر على سحب السفير الفرنسي في الجزائر وتوقيف منح التأشيرات للجزائريين.
الوزير الأول الفرنسي قال أيضا إنه يؤيد” الحزم “ولكن ليس” إغلاق الحوار “مع الجزائر وجاء ذلك بحسب قناة” بي أف أم تي في “الفرنسية التي حصلت على هذه التصريحات صباح الثلاثاء على هامش لقاء نظم في ماتينيون حول موضوع لا علاقة له بالأزمة الجزائرية الفرنسية.
ويبدو أن فرانسوا بايرو قد تحرر من قبضة وزير داخليته، برونو ريتيلو، الذي من المتوقع أن يستقيل هو الآخر إذا ما مضى في الالتزام بتصريحه لصحيفة” لوباريزيان “حيث اكد بأنه سيستقيل إذا لم تؤخذ خطة” الرد المتدرج“ التي طرحها في الاعتبار من قبل رؤسائه.
ماكرون يأمل في الحديث سريعا مع الرئيس تبون لحل الأزمة”
في تصريحات لجريدة الخبر قال عيد مسجد باريس شمس الدين حفيظ أنه تحدث مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ن الأزمة، مضيفا “بالطبع هو يتمنى أن يتحدث سريعا مع الرئيس تبون لانهاء الازمة.
وزير الخارجية الفرنسي يزور مسجد باريس ويؤكد تمسك بلاده بعلاقتها مع الجزائر
خلال مشاركته في إفطار رمضاني في مسجد باريس الكبير، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو على تمسك بلاده بعلاقتها مع الجزائر، داعياً إلى معالجة التوترات بأسلوب يحفظ المصالح المشتركة ويفتح الباب أمام التهدئة وهي ما يعد تراجعا كبيرا في الحدة التصريحات من طرف وزير الخارجية ، الذي اعتبر أن ما يجري لا يخدم مصلحة أي من الطرفين.
الامن الداخلي الفرنسي. يجب إنهاء الازمة بسرعة
ومنذ حوالي أسبوع اعترفت سيلين بيرتون، المديرة العامة للمديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي وهي هيئة امنية تابعة لوزير الداخلية في تصريحات على موقع فرانس انفو franceinfo، بأن ”الوضع مع الجزائر معقد“، حيث أن العلاقات بين البلدين تشهد تدهورا منذ أشهر. وقالت إن ”علاقاتنا الأمنية كما هي عليه الآن قد اختزلت في أبسط شروطها“، ولم تتقد المسؤولة الفرنسية التي بدت منزعجة من سياسة بلدها مزيد من التفاصيل في هدا الشأن
وردا على سؤال حول التعاون الأمني بين البلدين، أجابت مديرة المديرية العامة للأمن الداخلي بأنه ”صعب“. مضيفة ”اليوم، تؤثر التوجهات السياسية لفرنسا بشكل كبير على ما يمكن أو لا يمكن أن تقوم به الأجهزة في الجزائر”، وقالت سيلين بيرثون إنها تأمل ’أن يجد هذا الوضع حلا سريعا‘.