وجاء في البيان المشترك الصادر في أعقاب الزيارة التي قام سلطان عمان إلى الجزائر فيما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين الشقيقين على الساحتين الإقليمية والدولية، تبادل القائدان وجهات نظرهما حول مستجداتها، مؤكّديْن على حرصهما على العمل على تنسيق مواقف بلديهما حول هذه القضايا، بما يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجية، وبما يخدم مصالحهما ومصالح الأمتين العربية والإسلامية ويُعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفيما يخصُّ الأوضاع في العالم العربي، أكّد القائدان على ضرورة مواصلة العمل بالتنسيق مع أشقائهم العرب سواءً على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربية لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحدّيات المتعددة التي تهدد أمنها واستقرارها.
كما تطرّق القائدان إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين، وعبرا عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وما خلّفته من مآسٍ غير مسبوقة فضلًا عن الدمار المروع الذي طال البنية الأساسية الحياتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة في القطاع، وطالبا المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن للاطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزة وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ حل الدولتين، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس.
وقد أشاد الجانب العُماني بالمساعي الحثيثة والجهود المكثفة التي تقوم بها الجزائر دفاعًا عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن باعتبارها عضوًا فيه ممثلًا عن المجموعة العربية.
ونوّه الجانب الجزائري بالدور البنّاء الذي تضطلع به سلطنة عُمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسية العُمانية في حلّ الخلافات بالطرق السلمية والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليمية والدولية.
وفي ختام الزيارة أعرب حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم عن شكره وامتنانه لما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيًا لأخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية دوام الصحة والعافية، وللجزائر المزيد من التقدم والازدهار.